السعودیة «مجرمة حرب» باعتراف دولی: علی جاحز | ||
السعودیة «مجرمة حرب» باعتراف دولی: علی جاحز
بعد اتهام مجلس الأمن السعودیة باستخدام أسلحة محرمة دولیاً فی حربها على الیمن، صعّد التحالف السعودی من عملیاته الجویة على الیمن مستخدماً قنابل عنقودیة. وتزامن الاتهام الذی أثار جدلاً مع انتقادات دولیة للریاض وواشنطن لعدم تجاوبهما مع المساءلة حول هذه المعلومات صنعاء | لم یکد یمر یوم واحد على إعلان مجلس الأمن عن إمتلاکه معلومات «مقلقة» عن استخدام السعودیة قنابل عنقودیة فی حربها على الیمن، حتى شنّ التحالف السعودی قصفاً جویاً مکثفاً على العاصمة صنعاء مستخدماً القنابل العنقودیة والصواریخ المزودة برؤوس ذات قوة تفجیریة وتدمیریة عالیة. تأکید الأمم المتحدة ارتکاب السعودیة جرائم حرب فی عدوانها على الیمن، أثار حنق الریاض وفریقها الیمنی ممثلاً بحکومة الرئیس الفار عبد ربه منصور هادی التی أعلنت طرد ممثل المفوضیة السامیة لحقوق الانسان من الیمن. ترغب الریاض بمزیدٍ من التعمیة عن جرائمها التی وثقتها منظمات دولیة منذ بدایة العدوان فی آذار الماضی، حیث توالت تقاریر «هیومن رایتس ووتش» وغیرها تؤکد أن التحالف السعودیة یستخدم قنابل عنقودیة وأسلحة أخرى محرّمة. وخلال الیومین الماضیین، بدت السعودیة وقد عادت إلى نمط العملیات الجوّیة المجّانیة التی لا ترمی إلا إلى القتل والترهیب، حیث صعدت من غاراتها الجویة على مدن وقرى یمنیة لا أهداف عسکریةً فیها ولا تضم مواقع اشتباکات. وقصف العدوان فجر الأربعاء الماضی، أحیاءً للمرة الاولى فی العاصمة صنعاء بالقنابل العنقودیة أسفرت عن استشهاد مواطنین وجرح آخرین، إضافةً إلى تدمیر عدد من السیارات والممتلکات على امتداد العاصمة من حی السنینة غرباً وحتى حی شعوب شرقاً. وأعرب مواطنون فی صنعاء عن خشیتهم من وجود قنابل لم یتم العثور علیها قد تنفجر فی أی وقت. على الأثر، خرجت تظاهرة حاشدة منددة باستمرار العدوان والقصف بالقنابل العنقودیة والأسلحة المحرمة. وأکد رئیس المجلس السیاسی لحرکة «أنصار الله»، خالد الصماد، خلال التظاهرة أن «الدور السلبی للأمم المتحدة والمجتمع الدولی شجع العدوان السعودی ــ الأمیرکی وجعله یتمادى فی عدوانه»، مضیفاً أن العدوان صعّد حربه وهجماته واستخدامه للقنابل العنقودیة والأسلحة المحرمة دولیاً على العاصمة والمحافظات، «وهو ما جاء متزامنا مع تصعید فی کل ضرباته على المنشآت الاقتصادیة والصناعیة الحیویة وکل بنیة الشعب التحتیة ومقدراته». وکانت محافظة صعدة کذلک قد تعرضت منذ بدء العدوان لقصف متکرر بالقنابل العنقودیة کان آخرها غارات عدة الأسبوع الماضی. فی السیاق نفسه، تعرضت المناطق الساحلیة فی محافظة حجة لقصف عنیف بقنابل سامة. ورصدت «الأخبار» عدداً من الحالات فی المستشفى الجمهوری فی العاصمة مصابة بعوارض غریبة جراء إلقاء طائرات العدوان قنابل سامة. ومن بین تلک الحالات مرضى بتسلّخ جلدی یؤکد أطباء هناک أنه غریب وجدید، إضافةً إلى حالات خطرة مصابة بمرض تکسر مستمر فی الدم. ووصل عدد المصابین بتلک الحالات من المناطق نفسها التی تعرضت للقصف الأسبوعین الماضیین فی حرض ومیدی وعبس إلى أکثر من 20 حالة تکسر مستمر فی الدم ونزیف یصفه الأطباء بأنه غیر مسبوق. وتعرضت العاصمة صنعاء خلال الأسبوع الماضی لأعنف عملیات جویة منذ بدء العدوان. وبحسب خبراء عسکریین ومراقبین، فإن الصواریخ التی استهدفت المطار ومناطق النهدین ومیدان السبعین وعطان والصباحة ذات قوة تفجیریة وتدمیریة عالیة، مرجحین أنها قد تکون مزودة برؤوس کیمیائیة محرمة دولیاً. من جهتها، عبرت منظمة «هیومن رایتس ووتش» عن استنکارها الشدید لقصف التحالف السعودی أحیاءً سکنیة فی صنعاء بالقنابل العنقودیة فجر الأربعاء الماضی، معتبرةً ذلک «جریمة حرب» ودلیلا على نیة إیذاء المدنیین. وحملت «هیومن رایتس ووتش» الولایات المتحدة مسؤولیة مطالبة «التحالف» بالتوقف فوراً عن استخدام هذه الأسلحة، وإلا فإنها «تصبح شریکة فی استخدامها». وأفادت المنظمة المعنیة بحقوق الإنسان فی بیان لها، الخمیس الماضی، بأن «قوات التحالف الذی تقوده السعودیة أسقطت قنابل عنقودیة على أحیاء سکنیة فی صنعاء عاصمة الیمن، فی ساعة مبکرة من یوم الاربعاء 6 کانون الثانی/ ینایر 2016»، لافتةً إلى أن «الطبیعة العشوائیة للذخائر العنقودیة تجعل استخدامها انتهاکات خطیرة لقوانین الحرب». وقالت إن «الاستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر العنقودیة فی المناطق المأهولة بالسکان یصل إلى جریمة حرب». وأکد البیان أن المنظمة راجعت صوراً فوتوغرافیة تظهر من دون شک بقایا ذخائر عنقودیة أمیرکیة الصنع واجزاء من القنبلة التی حوت تلک الحمولة، مشدداً على أنه رصد حالات مماثلة العام الماضی استخدمها العدوان السعودی على مناطق مختلفة فی الیمن. وکانت طائرات العدوان السعودی قد قصفت الثلاثاء الماضی بالصواریخ مرکز «النور» لرعایة المکفوفین وسط العاصمة صنعاء، وأکدت مفوضیة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن طائرات التحالف السعودی «قصفت مرکزا لرعایة المکفوفین فی العاصمة الیمنیة صنعاء». وبدوره، أکد المتحدث باسم «المفوضیة السامیة لحقوق الإنسان»، روبرت کولفیل، أن الجانبین السعودی والأمیرکی لم یتجاوبا مع المنظمة التی تواصلت معهما بشأن الحادثة الأخیرة. وأکد کولفیل لمجلة «The Intercept» الأمیرکیة، أن مکتبه تلقى تقاریر تفید بأن الغارات الجویة فی الیمن ضربت مرکز النور، فضلاً عن غیرها من المواقع المبلغ عنها، وأفاد بأنه لم یتلق تجاوباً من السفارة السعودیة فی واشنطن، والقیادة المرکزیة الأمیرکیة التی تشرف على العملیات فی المنطقة بهذا الخصوص. وعلى وقع ذلک، اعترضت حکومة هادی على تلک التصریحات والبیانات الحقوقیة الدولیة وبخاصةٍ ما صرّحت به المفوضیة السامیة لحقوق الانسان بشأن المکفوفین. وطالبت حکومة هادی ممثل مفوضیة الأمم المتحدة السامیة لحقوق الإنسان فی الیمن جورج أبو الزلف بمغادرة الیمن، معتبرةً أنه شخص غیر مرغوب فیه. ودان الأمین العام للأمم المتحدة، بان کی مون، قرار حکومة هادی. من جهته دعا المفوض السامی لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، زید رعد الحسین، حکومة هادی، إلى العدول عن قرارها القاضی بطرد ممثله. وأکد الحسین أن مهمته «لیست تسلیط الضوء على الانتهاکات التی یرتکبها جانب وتجاهل تلک التی یرتکبها الآخر». (الأخبار)
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 699 |
||