الشهید النمر والشهید الصدر وحتمیة إنتصار الدم على السیف | ||
الشهید نمر باقر النمر لا یمکن ادراج جریمة اعدام العلامة الشیخ نمر باقر النمر التی ارتکبتها السلطات السعودیة، الا فی خانة السیاسة اللامسؤولة التی تنتهجها السعودیة على الصعیدین الداخلی والخارجی، والتی تسببت بکل هذه الفوضى التی تضرب السعودیة والمنطقة برمتها، انطلاقا من نزعة قبلیة ثأریة تؤطر هذا السیاسة، وتحول دون الاصغاء الى صوت العقل او النصیحة. طریقة الاعلان عن اعدام الشیخ النمر، کانت بحد ذاتها، دلیلا على مظلومیته، ودلیلا اکبر على استبداد الجهات التی نفذت هذه الجریمة البشعة، فقد تفتق العقل الامنی السعودی عن خطة اعتقد انها ستغطی على الجریمة النکراء او تقلل من وطأتها، وذلک عندما اُدرج اسم الشیخ الشهید فی قائمة تضم عشرات المعتقلین الذین ینتمون الى تنظیمات تکفیریة، نفذوا العشرات من الهجمات المسلحة ذهب ضحیتها المئات منذ عام 2003، ولکن شاءت الدماء الطاهرة للشیخ الشهید، ان تفضح هذه الخطة السعودیة، للتناقض الصارخ فی العقیدة والمکانة والممارسة والاهداف، للاسماء التی ضمتها قائمة المعدومین، فلیس هناک ای قاسم مشترک بین الشیخ العلامة محمد باقر امین النمر وبین فارس الشویل الملقب بـ "أبو جندل"، بل ان الاخیر یکفر ویدعو الى قتل الشیخ النمر والشیعة بشکل عام، عملا بالفکر الوهابی الذی یؤمن به. اعدام الشیخ الشهید ضمن مجموعة تضم عشرات التکفیریین، فضح اکثر النزعة الثأریة الغارقة فی ظلمات الحقد، للجهات التی تقف وراءه، على اتباع اهل البیت (ع)، عبر استهدافها الصوت الاعلى المنادی بالعدالة والکرامة الانسانیة لاتباع اهل البیت (ع)، والرافض لسیاسات التمییز والاقصاء والتکفیر والعنف والتطرف والتخوین، التی تمارس ضدهم، فالشیخ الشهید یمثل قمة شامخة فی دنیا العلم والفقاهة، فعلى یدیة تخرج المئات من طلاب العلوم الدینیة، وله مکانة عالمیة، وشعبیة طاغیة فی المنطقة الشرقیة من السعودیة، وظل حتى اللحظة الاخیرة یطالب بالعدالة الاجتماعیة لاهالی منطقته، عبر الضغط بالطرق السلمیة، من اجل اجبار السلطات السیاسیة والمؤسسة الدینیة فی السعودیة، على الاعتراف بابناء المنطقة الشرقیة کمواطنین من الدرجة الاولى، شأنهم شأن ای مواطن سعودی اخر، وکانت ومازالت أفکاره یستنیر بها قطعات واسعة داخل السعودیة، کما کانت ومازالت هذه الافکار موضع احترام واجلال خارج السعودیة، بینما جُل الذین دسوا فی قائمة المعدومین بهدف التغطیة على جریمة اعدام الشیخ الشهید، لم یکن لهم أی قبول حتى داخل اسرهم واصدقائهم . ان جریمة اعدام الشیخ الشهید، کشفت عن وجود ارادة سیاسیة داخل بعض اجنحة الاسرة الحاکمة السعودیة، تعمل على تنفیذ اجندات صهیوامریکیة، تسعى لجر المنطقة بأی شکل کان الى اتون حرب طائفیة، لن تکون فی حال وقوعها فی صالح المنطقة وفی مقدمتها السعودیة، والا ما هی الفائدة التی یمکن ان تجنیها السعودیة من وراء اعدام شخصیة دینیة بارزة ذات شعبیة واسعة داخل المجتمع السعودی کشخصیة العلامة الجلیل الشیخ النمر، الذی لم یحمل سوى الکلمة سلاحا فی وجه هذه السلطات؟، الا یعتبر مثل هذا الاجراء، وفی مثل هذه الظروف المعقدة التی تمر بها المنطقة، صبا للزیت على النار؟، فهل استشعرت الجهات التی تقف وراء مخطط تقسیم المنطقة الى دویلات طائفیة وعرقیة متناحرة، لحاجتها الى اصطناع ازمة اخرى، لدفع المنطقة نحو الانفجار، بعد ان فشلت الازمات التی افتعلتها السعودیة کغزوها للبحرین، وعدوانها على الیمن، ودعمها وتسلیحها للجماعات التکفیریة فی العراق وسوریا، واعلانها الحرب النفطیة ضد ایران وروسیا، عن تحقیق هذا الهدف؟ عندما تحرض المؤسسة الوهابیة، عبر ادبیاتها ودعاتها ومنابرها وکتبها، على اعتبار الشیعة مشرکین وتکفرهم وتستبیح دماءهم، وتطاردهم فی کل اصقاع العالم، وتهدد فی افراغ المجتمعات منهم، کما یحصل فی افغانستان وباکستان والعراق وسوریا ولبنان والیمن والکویت ونیجیریا وغیرها، عبر مجامیع تکفیریة متنوعة الا انها تحمل الوهابیة کعقیدة، فمن حق الانسان المنصف ان یتساءل، عما یعانیة الشیعة داخل السعودیة نفسها، وهنا فقط سندرک صعوبة وخطورة المهمة التی نذر من اجلها الشیخ الشهید نمر باقر النمر نفسه، واسترخص من اجلها دمه، لکی یثبت للسلطات السعودیة والمؤسسة الوهابیة ان الشیعة مسلمون، ولابد ان یعاملوا باحترام. امر فی غایة البداهة فات السلطات السعودیة، عندما اعتقدت انها ستضع حدا للحراک الشعبی الشیعی فی السعودیة المطالب بالعدالة والکرامة الانسانیة، اذا ما اعدمت الشیخ النمر، فأمثال الشیخ لیسوا الا مدارس تشع فکرا یضیء الدرب لملایین الناس المطالبین بالحریة والکرامة، فموت هؤلاء قتلا، ستجعل الشعوب اکثر تمسکا بفکرهم ونهجهم، لذلک لن تحصد السلطات السعودیة من جریمتها الکبرى بقتل الشیخ الشهید النمر، إلا الکوابیس، وهو ذات الحصاد الذی جنته الطغمة الصدامیة ونغص علیها حیاتها، عندما ارتکبت جریمة العصر، بقتلها الفیلسوف الاسلامی الکبیر الشهید السعید السید محمد باقر الصدر، الذی جسد مقولة انتصار الدم على السیف، کما جسدها جده الحسین (ع) فی کربلاء. ماجد حاتمی - شفقنا
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,610 |
||