الى الحشد الشعبی .. سوى "داعش" خلف ظهرک "داعش"

جمیعنا یعرف حکایة بیت الشعر :”سوى الروم خلف ظهرک روم ، فعلى ای جانبیک تمیل”، الذی قاله الشاعر المتنبی ضمن قصیدة خاطب بها سیف الدولة الحمدانی ، الذی کان یحارب البیزنطینیین ، فقد حذر المتنبی سیف الدولة من خطر الخونة والمرتزقة والجواسیس والمندسین داخل البلاط والجیش ، وهو خطر اذا لم یکن اکبر من خطر البیزنطینیین ، فهو لن یکون اقل منه بای حال من الاحوال.

ان ابتلاء سیف الدولة الحمدانی ، بوجود طابور خامس للاعداء داخل بلاطه وجیشه ، والذی ادى الى نتائح کارثیة بالنسبة للدول الحمدانیة التی کانت فی حلب ، یعانی منه العراقیون ونظامهم الجدید ، من الطابور البعثی الوهابی الذی دس دسا فی النظام السیاسی العراقی الجدید ، بضغط امریکی وبتحریض السعودیة وقطر وترکیا ، لیشل العملیة السیاسیة ، وبالتالی افشالها ، کما یحصل الان فی العراق.
لیس سرا بالنسبة للعراقیین ان اشخاصا من امثال ظافر العانی وغیره من ایتام البعث ، کانوا ومازالوا یمنون النفس بعودة البعث المجرم الى حکم العراق ، بل ان العالم اجمع راى العانی هذا کیف یذرف الدموع على انهیار نظام طاغیته عام 2003 وکیف اذرف الدموع على مقتل المجرمین عدی وقصی ، ومن على شاشات التلفزیون ، ولو کان الامر بید العراقیین لما کان مصیر هذا الارهابی الطائفی الا حبل المشنقة ، ولکن وللاسف الشدید دس فی العملیة السیاسة بارادة امریکیة عربیة رجعیة طائفیة ، لیضع العصی فی دولاب هذه العملیة ، حیث لاتمر مناسبة او حدث فی العراق الا ویبث امثال العانی هذا سمومهم واوساخهم وقاذوراتهم.

کما لا نکشف سرا بالنسبة للعراقیین کیف کان العانی هذا یلصق الاتهامات بالجیش العراقی والقوات الامنیة ناعتها ب”المجوسیة والصفویة والعمیلة والمیلیشیات” وداعیا الى محاربتها وضربها کقوات اجنبیة ، کما یعرف العراقیون انه لولا امثال العانی من الذین تسللوا داخل العملیة السیاسیة ، لما کان بامکان “داعش” والعصابات التکفیریة تعیث فی ارض العراق فسادا او تحتل الموصل والمحافظات الغربیة من العراق ، فهذا الطابور البعثی الداعشی ، نجح فی ارباک العملیة السیاسیة ، ومنع الحکومة الاتحادیة من فرض سیطرتها على هذه المحافظات ، عبر الحرب النفسیة الطائفیة التی شنها ضد الحکومة بمساعدة الاخطبوط الاعلامی الرجعی السعودی والقطری والترکی ، فجعل هذه المحافظات مکشوفة امام توغل البعثیین الذی دخلوها تحت “رایات” الدواعش والتکفیریین ، التی خرجت من “ساحات الاعتصام” ، التی کانت السبب الاول والاخیر لما جرى لهذه المحافظات من کوارث.
اخر تصریحات رموز هذا الطابور الطائفی البعثی الداعشی القذر ، جاءت على لسان البعثی الداعشی ظافر العانی ، الذی یبدو انه فقد توزانه بسبب الضربة التی وجهتها القوات المسلحة العراقیة لرفاقه من الدواعش فی الرمادی بعد تحریرها ، حیث ادعى فیها ان معرکة تحریر الرمادی “نظیفة وخالیة من التعقیدات الطائفیة”، بسبب “ابعاد” الحشد الشعبی عن معرکة التحریر ، فرغم ان هذا التصریح رغم کل عفونته الطائفیة ، الا انه یعکس حالة احباط وانکسار لهذا الطابور الذی کان یمنی النفس فی الابقاء على “داعش” فی هذه المناطق حتى تکتمل الخطة القاضیة بتقسیم العراق ، فالجمیع یعرف ان الانتصار الذی تحقق فی الرمادی سببه الاول والاخیر التضحیات التی قدمها الحشد الشعبی الذی قطع اوصال الدواعش رفاق العانی وطابوره البائس.
وفی الرد على هذیان هذا البعثی الداعشی ، اصدر المرکز الاعلامی لمنظمة بدر بیانا جاء فیه أن “رصانة ودقة ونظافة معرکة تحریر الرمادی ماکانت لتحصل لولا مشارکة ابناء الحشد الشعبی فیها ولیعلم هُوَ ومن دفعه لهذا الموقف ان الحشد الشعبی کان حاضراً وبقوة فی کل مراحل هذه المعرکة تطویقاً وحصاراً وقطعاً للإمدادات ثم الشروع بتطهیر المدینة”
مشیرا الى أن “عملیات تحریر ناظم التقسیم والجسر الیابانی وناظم الثرثار وقطع الطریق الدولی الرابط بین الفلوجة والرمادی مروراً بالصقلاویة ومحاصرة کل من الکرمة والفلوجة والصقلاویة ماهی الا مراحل لاغنى عنها شکلت الدعامة الاساسیة لتحریر مدینة الرمادی وهی مراحل ساهم فی إنجازها بالدرجة الأساس ابناء الحشد الشعبی الغیارى”.
وأکد البیان أن “(رجال المؤسسة العسکریة العراقیة الباسلة) الذین یثنی علیهم العانی وهم یستحقون ذلک سواء أقر هو بذلک او لم یقر هم أنفسهم الذین لطالما وصفهم العانی بأنهم (طائفیون وصفویون ) وحرض على قتلهم کثیراً”، مضیفاً “نحن متأکدون انه سیعود حتماً لنفس دیدنه الذی جبل علیه اذا ما انتهى هؤلاء الرجال البواسل من تحریر مدینة الرمادی”.
تصریحات هذا المسخ البعثی الطائفی ، رفضها حتى ابناء الانبار انفسهم ، فقد أکد المتحدث باسم مقاتلی عشائر محافظة الأنبار غسان العیثاوی، على ، أن العانی لا یمثل الأنبار، والملفت ان العانی یعیش معظم وقته فی خارج العراق لدى اسیاده فی السعودیة والامارات والاردن ، حیث اطلق تصریحاته الوقحة المجرمة هذه المرة من دبی ، بدفع من اسیاده الذین غاضتهم هزیمة جناحهم العسکری فی العراق على ید ابناء الحشد الشعبی والقوات المسلحة ، فاعطوا الاوامر لمرتزقتهم من البعثیین والموتورین ، الذین تتلخص مهمتهم على تعکیر صفو العراقیین خدمة لاسیادهم ، کما حصل مع رفیق درب العانی فی الخیانة والارتزاق ، حیدر الملا ، الذی اعتبر “التحالف الاسلامی” الذی دعت الیه مملکة الشر الوهابی ، على انه جاء فی ” لحظة استشعار لمخاطر الاٍرهاب والتطرف الدینی بکل صوره” ، وانه ای هذا التحالف ، ارعب التحالف الروسی الایرانی السوری العراقی ، الذی وصفه طبقا لادبیات ولغة البعث البائد ب”المحور الفارسی” ، داعیا الحکومة العراقیة للالتحاق بهذا التحالف بقیادة السعودیة” ، فی موقف لا یمکن وصفه الا بالمتسول والغبی ، فالکل یعرف ، حتى اسیاد السعودیة فی الغرب وامریکا ، ان السعودیة هی ام الارهاب والرحم الذی خرجت منه کل الجماعات الوهابیة التکفیریة من القاعدة و “داعش” ، وهذه الحقائق بدات تخرج من افواه من کان الى الامس القریب یحاول اخفائها خوفا على العلاقات الاقتصادیة والنفط السعودی الرخیص ، من الاوروبیین والامریکیین ، الا انه وبعد کل هذا الفظائع التی وصلت حتى الى اوروبا وامریکا ، الا ان ایتام صدام من البعثیین المتدعشنین امثال العانی والملا ، ما زالوا یجترون ما قیل لهم من اجل بضعة دولارات قذرة.
ان على الشعب العراقی والحشد الشعبی ، الا یمروا مرور الکرام من امام رموز هذا الطابور الخامس من الدواعش المندسین فی العملیة السیاسیة فی العراق ، فهؤلاء لا یقلون خطرا عن البعثیین الدواعش الذین حملوا السلاح وارتکبوا الفظائع بابناء محافظاتهم ، فلوا دواعش السیاسة لما تمکن دواعش الذبح من دخول المحافظات الغربیة ، لذلک على الحشد الشعبی ان یکون فی غایة الحذر من هؤلاء الخونة والعملاء والمرتزقة لانظمة قبلیة رجعیة متخلفة ، .. فسوى الدواعش فی الموصل والانبار والرمادی خلف ظهرک الدواعش فی بغداد وتحت قبة البرلمان ، فعلى ای جانبیک تمیل.
بقلم: جمال کامل 
شفقنا