لتکفّ القـوى الإمبریالیة یدهـا عن سوریة

میشیل منیر

شددت صحیفة «وورکرز وورلد» على ضرورة أن تکفّ القوى الامبریالیة وحلفاؤها من الأنظمة الرجعیة یدها عن سوریة الدولة العلمانیة ذات السیادة، والإقلاع عن تأجیج الأوضاع فیها بغیة تحقیق الأهداف الاستعماریة لهذه القوى التی تتذرّع بمحاربة الإرهاب لإثارة حروب جدیدة فی الشرق الأوسط. 
هذا التشدید جاء فی مقال نشرته الصحیفة وقالت فیه: یستخدم قادة الإمبریالیتین الفرنسیة والبریطانیة هجمات باریس ذریعة لشنّ حروب جدیدة فی الشرق الأوسط بذریعة محاربة «داعش».
ترید هاتان القوتان الاستعماریتان السابقتان العودة کأسیاد لتلک المنطقة فی جنوب غرب آسیا فی هذه المرة تحت سیطرة واشنطن و«البنتاغون».
ترید «وورکرز وورلد» إعلان أننا نعارض أی تدخل عسکری أمریکی أو فرنسی أو بریطانی أو ألمانی أو ترکی أو أطلسی آخر أو سعودی أو من ممالک الخلیج أو إسرائیلی ضد سوریة والعراق، وندعو القوى المناهضة للحرب والطبقة العاملة فی الولایات المتحدة إلى البقاء معبأة لوقف حرب إمبریالیة جدیدة والتدخل فی تلک المنطقة ویملک الشعب السوری وحکومته، من جهة أخرى، الحق فی الدفاع عن سیادته ضد الإمبریالیة وضد الولایات المتحدة وطلب المساعدة من حلفائه.
السؤال المرکزی هو: ماذا یمثل «الائتلاف» الأمریکی الأطلسی فی العالم وسوریة؟ یضمّ هذا الحلف الإمبریالی الولایات المتحدة وکل حلف شمال الأطلسی والسعودیة وممالک خلیجیة أخرى و«إسرائیل» تلک هی القوى الداعمة للرجعیة والاستغلال على نطاق عالمی، إنها عدوة عمال العالم وکل الشعوب المظلومة وتحاول «إسقاط» الدولة السوریة واستبدالها بدولة دمیة أو «ترکها دولة فاشلة».
کانت لدى الأنظمة والطبقات الحاکمة فی هذه «الترویکا» الامبریالیة مقاربة مزدوجة تجاه تنظیمات مثل «داعش» و«القاعدة» بدأت الولایات المتحدة ذلک فی عام 1979 عندما مولت مع السعودیة ورعت «القاعدة» وجماعات ذات إیدیولوجیة تکفیریة مماثلة لمحاربة الجیش السوفییتی والحکومة التقدمیة فی أفغانستان، وعندما قتل هؤلاء الرجعیون المعلمات الأفغانیات ظل الإعلام الإمبریالی یسمیهم «مناضلی الحریة».
تغیر ذلک بشدة بعد /11/ أیلول 2001 جعلت واشنطن عندها «القاعدة» عدوها المختار وادعت أنها متحالفة مع «طالبان» فی أفغانستان ومع صدام حسین فی العراق.
فیما بعد، فی عام 2011، قدمت الولایات المتحدة والحلف الأطلسی أیضاً الدعم الجوی «لجماعات المتمردین» التی تقدم «جزمات على الأرض» لطرد حکومة معمر القذافی فی لیبیا، ومن ضمنها جماعات ذات إیدیولوجیة مماثلة.
وفی غضون ذلک بدأت القوة الجویة الفرنسیة القصف، الذی أعقبه قصف «البنتاغون» الذی یعادل عشرة أضعاف القصف الفرنسی ضد لیبیا.
بعد ذلک سلّح الإمبریالیون تنظیمات إرهابیة لاستهداف سوریة، ولم تضع الشرطة الفرنسیة والبلجیکیة حینها عقبات أمام التجنید للقتال ضد الدولة السوریة وصار الکثیرون یقاتلون فی صفوف «داعش» وأخیراً حوّل البعض أسلحتهم ضد المدنیین فی باریس.
قتلت هذه الحروب الأمریکیة- الأطلسیة الکثیرین وهجّرت الکثیرین أیضاً، وهذا العدوان الإمبریالی مسؤول عن نمو تنظیمات إرهابیة مثل «داعش» وکذلک البروباغندا الشریرة المعادیة للإسلام التی ترافق التحضیر للحرب، یجب أن نحارب «الإسلاموفوبیا» بالشدة نفسها التی نحارب بها الأشکال الأخرى للعنصریة والتعصب الأعمى.
یجب ألا نسمح للأنظمة فی واشنطن وباریس ولندن وبرلین بدء جولة جدیدة من الحرب فی المنطقة قد تکون لها عواقب لا تعد ولا تحصى هناک وفی الداخل الأمریکی.
قولوا «لا» للإسلاموفوبیا لتکف الولایات المتحدة وکل حلفائها یدها عن سوریة والعراق.

تشرین