دول ٌ .. صبغت أعلامها بالأسود | ||
دول ٌ .. صبغت أعلامها بالأسود بانوراما الشرق الأوسط
میشیل کلاغاصی یسیرون خلفها کالعمیان .. هی تخطط و هم ینفذون .. تأکل العنب و هم یضرسون .. تجنی مکاسبها و هم مُغیبون .. تُصنّع السلاح و تُدخلهم الحروب و هم یشترون .. یُحاربون عنها و فی النهایة یُنتحرون .. تمدّ یدها نحو عروشهم استنزافا ًوسرقة ً..وهم لتقبیل یدها جاهزون . أی ُ دول ٍ و حکّام .. حلفاء أم أدوات، شرکاء أم قطیع سیاسی.. أم عبید .!؟. مئات و اّلاف التصاریح و المواقف الکاذبة و المخادعة ، مؤتمرات و لقاءات و مناروات سیاسیة صوریة ، و قرارات أممیة تُوقع و تُرمى فی الأدراج .. ادّعوا محاربة الإرهاب فکانت مسلسلات و مسرحیات ٌ هزلیة، بحثوا عن تحویل المنظمات الإرهابیة إلى ” معارضات معتدلة ” !! و انشغلوا بتحدید قوائم التنظیمات المسؤولة عن الأعمال الإرهابیة ، فکانت الرشاوى و تبییض الأیادی وغسل الدماء عنها!. أرادوا تصعید تدخلهم العسکری لضمان فوز کل ٍ منهم بما حلم ؟ فکانت شعوبهم التی یدعون حمایتها مواد الإشتعال فأحرقوا بلادهم و سفکوا دماء محبیهم بنفس الأدوات الإرهابیة !؟.. حلّقوا فی السماء السوریة کالغربان ، و اشتد الإزدحام ، وأصبحت السماء تعج بطائراتهم و مقاتلاتهم ، و تشدقوا بعدد الطلعات الجویة و نوعیة القنابل و الصواریخ المستخدمة ، اجتمعوا مرارا ً و تکرارا ً و ُأعطیت قراراتهم أرقاما ً، ولم تلزمهم بأفعال ! ووزعوا ما صوتوا و أجمعوا علیه فی مجموعات عمل ٍ و أوکلوا المهام لمبعوثهم الأممی السید دیمستورا .. الحاضر – الغائب ! وبحثوا فی اّلیة النزول من السماء نحو الأرض ، فإحتاجوا إلى شریک مناسب ! ولم یروا الجیش العربی السوری وحلفائه على الأرض ، فکانت براءات الإختراع فی تشکیل قوات سوریة الدیمقراطیة و فصائل أخرى، حاولوا تلمیع صورة ” الجیش الحر ” بعدما أذابوه فی مبایعة أمراء القاعدة على إختلاف أسمائهم وأعلامهم و مصادر دعمهم و تمویلهم ، و تناسوا أنه تنظیم ٌ إرهابی لا یختلف عن نُظرائه ، والجرائم التی إرتکبها و الرؤوس التی قطعها ، و تجاهلوا إختفائه عن الساحة ؟ فکان أن ظهر إلى العلن الدعوة إلى تشکیل تحالف ٍ إسلامی تتصدر السعودیة قیادته،و تستغل عبره استمرار عدوانها على سوریا، وتلمیع صورتها الإرهابیة و تخلفها و استبداد حکامها على رقاب الشعب السعودی ، و على کل الدول الخاضعة لهیمنة البترو- ریال کمصر و السودان و لبنان – تیار المستقبل و أشباهه – و عدد من الدول الضعیفة و التی تحتاج قوتها الیومی، و أعلنت عن تحالفا ً من 34 دولة قابلة للزیادة !! تتبنى فیه محاربة الإرهاب بکل أشکاله و تنظیماته، فبدت کمن یحارب نفسه و ینتحر.. و من اللافت إعتراض و استغراب بعض الدول وجودها على لائحة ال 34 ، فی الوقت الذی لم تسمع بهذا الطرح و لم تُستشار فیه !؟. أی تحالف ٍ هذا الذی یُنشأ على خلفیة دینیة ٍ ؟ هل یروجون للحروب الدینیة ویُشکلون جیوشا ً دینیة ؟ بالتأکید ستکون إسرائیل سعیدة و تنتظر توقیعهم وإعترافهم بها ک ” دولة ٌ دینیة” وما هو مصیر فلسطین وعرب ال 48 یبدو أن المملکة تُبت من جدید نوایاها و دعمها لإشاعة الفوضى حول العالم و الدفع بالحروب الدینیة القذرة ، و أنها لا تزال تعیش عصورا ً غابرة و تحلم فی یقظتها ! بما یسمح بإقامة کانتونات إثنیة وعرقیة و دینیة على کامل المساحة السوریة ، لیساهم فی القضاء التام على العروبة و الإسلام والهویة العربیة . فمن المعیب على العالم الإسلامی أن یتجاهل سبعون عاما ً لإغتصاب فلسطین دون أن یرف له جفن ، و یتحالف عسکریا ً لمحاربة التنظیمات الإرهابیة فی سوریة ، ألم یکتشفوا أنها تنظیمات ٌ صهیونیة بالنسخة العربیة و الإسلامیة ؟ یحاربون عنها و یخوضون المعارک لصالحها و أی رسالة ٍ وأی سخف ٍ نطق به عادل الجبیر !! إذ یقول :” أنه تحالف غیر مسبوق لمحاربة التطرف و الإرهاب و العنف ..و یستهدف محاربة العقیدة و الفکر المؤدی لإیجاد وسائل فعالة لمواجهة التطرف و حمایة الشباب..وتجفیف منابع الإرهاب الذی ضرب العالم بشکل قاس ٍ”.. فهل یسعى الجبیر إلى تحویل السعودیة إلى بلاد ٍ عطشى بعد التجفیف ؟ إلى أین ستصل المملکة ، فهل تتوقع أن تُصبح قطبا ً عالمیا ً ثالثا ً !؟ أم ستزیح أمریکا و روسیا .. و تتربع على رأس الهرم الحضاری و الفکری و الإنسانی ..!!؟؟ حتى الولایات المتحدة الأمریکیة و الدول الأوروبیة ، لا تزال تراوغ و تخادع العالم بمحاربتها الإرهاب فی سوریة و العراق و العالم ، فی الوقت الذی لا تزال متعلقة بأحلامها ومصالحها و الاّفاق السیاسیة التی ستفتح أمامها فی حال سقوط الدولة السوریة . یبدو أننا أمام ظواهر غریبة نخشى أن تکون قد جعلت العالم ینقاد بعماه السیاسی نحو تکریس ظاهرة ” القطیع السیاسی “،و أن أغلب الدول المشارکة فی الحرب على سوریا و دعم الإرهاب ، قد استساغت اللعبة و صبغت أعلامها بالأسود . المهندس : میشیل کلاغاصی
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 714 |
||