"السبت الأسود" فی نیجیریا: لا حدود للقتل | ||
"السبت الأسود" فی نیجیریا: لا حدود للقتل الجیش النیجیری یقتل ویجرح المئات من اتباع اهل البیت علیهم السلام سلسلة من المجازر الموصوفة نفذها الجیش النیجیری ضد تجمعاتٍ لـ"الحرکة الإسلامیّة النیجیریّة"، هی: "دار الرحمة"، و"حسینیة بقیّة الله"، ومقرّ إقامة قائد "الحرکة"، الشیخ إبراهیم الزکزاکی، خلال الأیام الماضیة. تجمّعات ترکزت عند المدخل الرئیسی لمدینة زاریا، فی ولایة کادونا، وبالقرب من ثکنات عدّة للجیش. وهذه المنطقة، ممرّ إجباری لقیادات عسکریّة، آخرهم کان موکب رئیس أرکان الجیش، توکور بوراتای. وبالتزامن مع مرور بوراتای، کانت المنطقة تشهد تجمّعاً احتجاجیّاً لـ"الحرکة الإسلامیّة"، التی دوماً "احتضنت نشاطات اعتادها الناس"، وفق الأستاذ المحاضر، یهوذا إمام. وبعد أکثر من ساعة، من عبور بوراتای، احتشد الجنود مع مدرعاتهم، وأجرى زعیم "الحرکة" اتصالات عدّة مع "برس تی فی" و"أسوشیتد برس"، لإیصال صوتهم وحالة حصارهم. بالتوازی مع ذلک، شکّلت مجموعة من قیادات وأنصار "الحرکة"، دروعاً بشریة ــ غیر مسلّحة ــ حول مقرّ إقامة الزکزاکی، منعاً لاقتحامه. لکن فی هذا الوقت، فتح الجنود، بغزارة، نیران بنادقهم. وبـ"أریحیّة"، رموا قنابلهم الیدویّة، لفتح "ثغرة فی الجدران البشریة". ارتفع عدد الضحایا باطراد. سقط ابن زعیم "الحرکة الإسلامیة" وزوجته، وثانی أبرز قیادات "الحرکة"، الشیخ محمد محمود توری، إضافةً إلى عددٍ آخر من قیاداتها ومناصریها. لم یکتفِ الجنود النیجیریون بذلک، بل عمدوا إلى إعدام عدد من الجرحى، وآخرین أحیاء ساقوهم إلى مراکزهم، قبل أن یعدموهم، لتتکرّر تفاصیل أحداث "یوم القدس"، قبل أشهر. وأعلن المتحدث باسم "الحرکة"، ابراهیم موسى، أن عدد الضحایا "تجاوز المئات"، مدنیاً "الانتهاکات الجسیمة لحقوق الإنسان الأساسیة، والقتل الخارج عن نطاق القانون". ونفى موسى، بشکل قاطع، اتهام النّاطق باسم الجیش، بمحاولة "الحرکة" اغتیال رئیس الأرکان، "إذ أطلق الجنود الرصاص بعد أکثر من ساعة على مروره". وأضاف: "من الواضح أن الحکومة النیجیریة، من خلال جیشها، فی حرب شاملة مع الحرکة، وحجم هذا الهجوم یوحی أنّه مخطَّط بدقة من قبلهم". ووصف موسى السلطات النیجیریة بـ"المقاول لأعمال القتل"، مشیراً إلى موقف "الحرکة" من الحکومة، حیث تتهمها بـ"التبعیة والاختراق من المعسکر الأمیرکی ـ الإسرائیلی". وفی ما یتعلّق بمصیر الزکزاکی، أکّد موسى أنه "لا توجد أیّ فکرة عن مکان وجوده، ولا عن حالته الراهنة". فی المقابل، برّر الناطق باسم الجیش، الکولونیل سانی عثمان، المجزرة التی أقدمت علیها القوات النیجیریة المسلحة، بالقول إنّ "عناصر الحرکة، بناءً على أوامر قائدهم، هاجموا موکب قائد أرکان الجیش أثناء زیارته لأمیر زازو"، واصفاً الحادث بـ"المؤسف". ولم یقدّم عثمان تبریراً لعدم وجود أی إصابة فی صفوف الجیش أو الشرطة، مستسهلاً، کما فی کلّ مرّة، ارتکاب المجازر ضد "الحرکة" وغیرها. منها، على سبیل المثال، المجزرة التی وقعت قبل أیام، فی الثالث من الشهر الجاری، وقتل فیها 9 أعضاء من"IPOB"، عند جسر النیجر، فی مدینة أونیتشا، وذلک أثناء احتجاجهم على اعتقال قائدهم نامدی کانو. أما "المربّع الحرکی"، فهو مغلق أمنیاً، ویمنع الاقتراب منه. وقد أحصى أحد الشهود أکثر من 50 جثة، تعرّضت للسرقة من بعض اللصوص، دون أی ردع من السلطات. وغزت مواقع الصحف النیجیریة وشبکات التواصل الاجتماعی، من مختلف الإثنیات والعرقیّات، مواقف استنکرت الحادثة. وعززت السلطات من إجراءاتها الأمنیة فی العاصمة یوبی الدولة. فضلاً عن مایدوجوری المجاورة، عاصمة ولایة بورنو. کذلک خرجت تظاهرات فی مدن بوتیسکوم وکانو وغیرهما من المدن. وتصاعد التفاعل مع الحدث النیجیری، على المستوى العالمی، وتجاوز الجغرافیا النیجیریّة. وشهد محیط السفارة النیجیریة فی لندن تجمّعاً احتجاجیاً، فیما استنکر الناطق باسم "کتائب حزب الله ـ العراق" الممارسات التی تقوم بها الأجهزة الأمنیة فی نیجیریا. علی یحیى/ الأخبار
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 637 |
||