إضربوا رأس الافعى بالریاض | ||
توحدت الدول على محاربة تنظیم ”داعش” الارهابی خصوصاً بعد هجمات باریس الفرنسیة الارهابیة، وباتت تلک الدول تتنافس فیما بینها بإطلاق البیانات والتصریحات ضد هذا التنظیم الارهابی، وأصبحت کل دولة تعرض عضلاتها وقدراتها العسکریة فارسلت فرنسا اسطولها الحربی الى البحر المتوسط بعد إستهدافها وبدأت طائراتها الحربیة تشن غارات مستهدفة مواقع ”داعش” العسکریة فی الرقة ودکها بالصواریخ الذکیة حتى من دون التشاور مع الحکومة السوریة، وقد تکون فرنسا نسقت عملیاتها العسکریة مع القیادة الروسیة کی لا یکون هناک تصادم فی الاجواء السوریة. کیف تکون تنظیم ”داعش”؟ تأسیسه کما جاء على لسان ضابط المخابرات البریطانیة السابق فی جهاز مکافحة الارهاب ”تشارلز شویبردج” حیث قال: إن وکالة المخابرات الامریکیة ”سی ای ای” والاستخبارات البریطانیة دفعتا دولاً نفطیة لتمویل وتسلیح التنظیمات المسلحة فی مقدمتها ”داعش” واضاف ”هکذا صنعنا داعش وهکذا نقرع طبول الحرب ضده“، وکما جاء على لسان ”هیلاری کلینتون” بأننا ای امریکا من صنعنا ”داعش” و ”القاعدة“. هذا التنظیم الذی إستطاع خلال فترة وجیزة من إحتلال ثلث سوریا وثلث العراق لم یسقط من السماء، ورجاله لیسوا من عالم الملائکة، بل هو خلیط بشری من کل الجنسیات العالمیة الذین ذابوا فی ایدیولوجیة فکریة ظاهرها ”الاسلام والتوحید” وباطنها التکفیر والقتل والارهاب تتبنى فکر ”ابن تیمیة” و ”محمد بن عبد الوهاب” مؤسس المدرسة السلفیة الوهابیة التکفیریة التی تنتهجها المملکة العربیة السعودیة، هذا التنظیم خرج من رحم الوهابیة السعودیة کما خرج تنظیم ”القاعدة” و”جبهة النصرة” و ”جیش الفتح” وکل المسمیات والالویة والکتائب الارهابیة التی تتواجد على الاراضی السوریة والعراقیة. قیادته ورجاله مواطنون قدموا من أکثر من مائة دولة عربیة وأجنبیة عبر ممرات جویة وبریة من ترکیا والاردن ولبنان وتقدیم کل التسهیلات للوصول الى سوریا والعراق عبر الممرات الترکیة، إضافة الى المواطنین المحلیین والقاعدة الشعبیة الحاضنة. تسلیحه باحدث الاسلحة التی إستولى علیها من المخازن العسکریة العراقیة والسوریة بعد مهاجمتها بعشرات الانتحاریین وإرتکاب أبشع المجازر فی القوات العراقیة والسوریة، وتشرید الاقلیات العرقیة والدینیة، وعبر توفیر الاسلحة والعتاد من الطائرات الامریکیة التی تلقیها مکان تواجده عندما تکون المعرکة فی غیر صالحه، وأکد ذلک اکثر من مصدر عسکری من الجیش العراقی والحشد الشعبی. موارده المالیة من الدول النفطیة کالسعودیة وقطر ومن خلال التبرعات بملایین الدولارات من رجال الاعمال فی الدول الخلیجیة، وبیعه للنفط بأسعار منخفضة فی السوق السوداء حیث تمر قوافل الصهاریج المحملة بالنفط عبر ترکیا وکردستان ومنها الى "اسرائیل" والدول الغربیة التی تعیش برخاء جراء سرقة النفط العراقی والسوری تحت حمایة وإشراف الطائرات الامریکیة التی تدعی رؤیة النملة وهی تحمل حبة القمح الى بیتها!!!!. التدخل الروسی التدخل العسکری الروسی المباشر فی سوریا فضح إدعاءات التحالف الغربی والعربی ضد تنظیم ”داعش” الارهابی، وثبت بأن هذا التنظیم ”اوهن من بیت العنکبوت” لولا الدعم والغطاء الغربی والعربی له، لقد استطاعت الطائرات الحربیة الروسیة وخلال فترة وجیزة من القضاء وشل قدرات هذا التنظیم مما مهد الطریق لتقدم القوات البریة للجیش العربی السوری والمقاومة فی سوریا وتقدم الجیش العراقی والحشد الشعبی فی العراق وتحقیق إنتصارات میدانیة کبیرة، هذا التنظیم الذی إدعت امریکا انها بحاجة لثلاثین عاما ً للتخلص منه وهی تقصد انها بحاجة الى ثلاثین عاماً للقضاء على الدول العربیة والاسلامیة وضمان امن "اسرائیل" للابد. التدخل الروسی اربک تنظیم ”داعش” وداعمیه الصهاینة الاعراب والاغراب، وأصبح هذا التنظیم یتبنى کل العملیات الارهابیة من إسقاط طائرة الرکاب الروسیة فوق سیناء الى تفجیرات برج البراجنة الضاحیة الجنوبیة الى تفجیرات بغداد وصولاً الى تفجیرات باریس، وکل هذه البیانات مصدرها غرفة عملیات فی تل ابیب یدیرها کبار رجال الاستخبارات الاسرائیلیة والامریکیة والسعودیة والصدامیة الذین هم قادة ما یسمى بتنظیم الدولة کما بینا ذلک فی مقال سابق تحت عنوان ” "اسرائیل" تقصف الضاحیة الجنوبیة بقذائف بشریة ارهابیة “. الروسی والسوری والایرانی والعراقی والیمنی والمقاومة وحدهم یدرکون حقیقة تنظیم ”داعش“، وهذا ما دفع بالرئیس الروسی ”فلادمیر بوتین” للقول بعد الانتهاء من حضور قمة العشرین فی ترکیا ”إن دولاً داعمة للارهاب کانت حاضرة فی قمة العشرین” وهوبالتأکید یقصد السعودیة و ترکیا الدولة المضیفة للقمة وحتى لا یستثنى الدول الغربیة. الاکثر إرباکاً فی الحملة العسکریة ضد تنظیم ”داعش” الارهابی هی المملکة العربیة السعودیة و دویلة قطر وترکیا، فهم غیر قادرین على الافصاح عن عدم رغبتهم بالمشارکة فی الحرب علیه، لکن مکرهین على قتال جنینهم وإجهاضه وتقیئه، وهذا ما یؤکده إصرار ”الصرصور” وزیر خارجیة المملکة السعودیة ”عادل الجبیر على مواصلة تصریحاته ”العنتریة” عند خروجه من ای إجتماع دولی یبحث الازمة السوریة بالقول ”نحن سنواصل دعم الجماعات المسلحة حتى إسقاط الرئیس بشار الاسد، ولا مکان للرئیس فی مستقبل سوریا” ، والى اخر التصریحات التی تعبر عن إستمرار السعودیة فی دعم الارهاب فی سوریا، ومن السهل جداً تبدیل اسماء التنظیمات الارهابیة لتصبح تنظیمات معتدلة بنظر الدول الغربیة!!! ”فجبهة النصرة” اصبح اسمها ”جیش الفتح“، وغدا یتبدل إسم تنظیم “داعش” الى تنظیم ”ناعش” لتعود الاطفال ترضع من ثدیی امهم السعودیة بدل الحلیب الناشف المجفف من المصانع الاسرائیلیة والامریکیة. الطریق الى السلام العالمی بعد الذی بیناه بإختصار عن هذا التنظیم الارهابی المدعوم فکریا وعقائدیا ومالیا وعسکریا من دول باتت معروفة وعلى رأسها الافعى المملکة العربیة السعودیة، باتت الضربات العسکریة على ذیل الافعى غیر مجدى للسلام العالمی، وحتى لو تم القضاء علیه، فالرحم السعودی الوهابی التکفیری الذی أنجب ”القاعدة” اولاً ثم ”النصرة” ثانیاً ثم ”داعش” ثالثاً، وما بینهما الف کتیبة ولواء إرهابیاً کفیل بأن ینجب الف داعش وداعش، فلذلک من واجب المجتمع الدولی إذا اراد التخلص من الارهاب العالمی علیه ان یضرب راس الافعى فی الریاض، اما اذا بقیت عین تلک الدول دامعة على نتائج الارهاب وعین على خزینة السعودیة المالیة فستبقى عینها دامعة حتى تصاب بالعمى. فالعیون التی بکت على ضحایا الارهاب فی فرنسا وقبلها بریطانیا لم تذرف دمعة واحدة على ضحایا الارهاب الداعشی الوهابی فی لبنان وسوریا والعراق والیمن، فإسمحوا لنا ان نبکی على شهدائنا اولاً واذا بقی فی مجرى عیوننا دمعة نسکبها على ضحایاکم الابریاء الذین سقطوا بسبب سیاسة بلدانکم الداعمة للارهابیین فی سوریا والعراق. * حسین الدیرانی ـ بانوراما الشرق الأوسط
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,721 |
||