فلای داعش .. سقوط ام إسقاط؟؟ | ||
فلای داعش .. سقوط ام إسقاط؟؟ هادی جلو مرعی لیس مستغربا البتة أن یدعی تنظیم داعش مسؤولیته عن إسقاط الطائرة الروسیة التی کانت تقل مواطنین روس فی الأجواء المصریة فی مثل هذه الظروف المعقدة، ومن الطبیعی أن تحقق موسکو فی الحادثة المروعة التی فقدت فیها 217 مواطنا معظمهم من النساء والصغار، وأن لاتستبعد أی فرضیة محتملة فی دوافع إرهابیة قد تکون وراء إسقاط طائرتها الإیرباص، وأیضا فلیس من لوم على المصریین الذین یعانون من أوضاع أمنیة وإقتصادیة ضاغطة أن یتحدثوا عن أسباب تقنیة وفنیة أدت الى سقوط الطائرة، ولیس إسقاطها لیشیعوا الطمأنینة لدى شرکات السیاحة العالمیة التی تقوم بتفویج عشرات آلاف السیاح سنویا نحو القاهرة ومدن الجنوب الزاخرة بالمواقع الأثریة، وبقایا حضارة الفراعنة. تنظیم داعش یعمل فی بلدان العالم التی یعتقد بضرورة التواجد فیها، ولیس من الحکمة نفی وجوده من قبل حکومة ما، فلیس من بلد عربی لایوجد لتنظیم داعش حضور فیه، ولیس من دولة مسلمة لاتحتفظ بوجود لهذا التنظیم، بینما تشیر التقاریر والوقائع والمعطیات إن أغلب الدول الأوربیة وأمریکا تمثل بیئة حاضنة لفکر هذا التنظیم الذی یتمدد فی أوساط الجالیات الإسلامیة، ومصر واحدة من البلدان التی تعانی من وجود جماعة أنصار بیت المقدس، وتتهم الإخوان المسلمین بأنهم إرهابیون، وبالتالی لایعود الحدیث عن أهمیة السیاحة وضمان أمن السیاح ذات قیمة طالما إن الأخوان إرهابیون بحسب توصیف الإعلام المصری وأجهزة الأمن فی هذا البلد. تحدث تنظیم داعش عن وجود له فی سیناء، بینما نشطت جماعة أنصار بیت المقدس خلال الفترة الماضیة فی إستهداف مواقع للجیش المصری وقتلت بعض القضاة ورجال الشرطة ومدنیین، وإذا کان داعش بعیدا عن سیناء فإن العملیات التی یقوم بها أنصار بیت المقدس لیست ببعیدة عن فکر ومنهج داعش، کما إن العملیة التی یقوم بها أعضاء فی هذه الجماعة تکون فی العادة ممالیة لرغبة داعش، وربما یقوم تنظیم ما بعمل عنفی فی مکان ما ویدعی داعش المسؤولیة. ربما لایکون من عمل تخریبی أدى الى سقوط الطائرة الروسیة لکن مایجری فی سوریا وعودة الروس الى نوع مختلف من الصراع فی الشرق الأوسط وإعلان موسکو عملیة عسکریة ضد داعش دفع الجهادیین الى إعلان الحرب على الروس وهم لایحتاجون الى عمیق تفکیر لیستثمروا حادثة عرضیة وینسبوها لأنفسهم لیهیجوا الرأی العام الدولی الذی لایحتاج الى التمحیص قبل أن یعلن الإثارة والفوضى والتحسب، وهی رسالة جیدة فی وقت ملائم.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 938 |
||