الجدیة فی محاربة الإرهاب.. وعویل الداعمین
محیالدینالمحمد
کشفت الوقائع والأحداث التی شهدتها الأسابیع الماضیة هشاشة «التحالف الدولی» الذی شکلته الإدارة الأمریکیة لمحاربة تنظیم «داعش» فی سوریة والعراق.. ذلک لأن هذا التحالف لم یتعامل بالجدیة المطلوبة فی استهداف مواقع «داعش» وتحرکات آلیاته ومراکز تدریبه.
وفی هذا الصدد لم یخف الأمریکیون نیتهم فی استمرار وجودهم العسکری فی المنطقة لعقود طویلة، استناداً إلى تصریحات مسؤولیهم التی أشارت إلى أن محاربة «داعش» قد تستمر من عشرة إلى ثلاثین عاماً.. بمعنى إن الأمریکیین وبالاستناد إلى التمدد «الداعشی» ربما قد ضمنوا استمرار استباحتهم العسکریة، ومن خلالها یستبیحون عائدات النفط التی تدفعها السعودیة وقطر ودول الخلیج(الفارسی) الأخرى.
لقد بات واضحاً أن الغارات الجویة الروسیة ضد مواقع الإرهابیین منذ عشرة أیام وحتى تاریخه أوجعت الإرهابیین وداعمیهم وتنذر بنتائج هائلة من خلال دقة الاستهداف وعدد القتلى، وتلیین قدراتهم العسکریة والقضاء على عدد کبیر من قادتهم، وتدمیر معسکرات تدریبهم ومخازن أسلحتهم وهذا ما بدأ یلمسه القاصی والدانی من خلال تراجع الإرهابیین فی معظم خطوط المواجهة مع الجیش العربی السوری الذی أکد خلال السنوات الماضیة أنه القوة الأهم فی مواجهة الإرهاب العالمی المدعوم أمریکیاً وإقلیمیاً.
وإذا کان الأمریکیون یتجرعون الحقیقة المرّة التی فرضتها سوریة وروسیا فی ساحة المواجهة مع الإرهاب «القاعدی - الداعشی الوهابی» ویحاولون تشویه هذه الصورة الناصعة لمواجهة الإرهابیین بمختلف تسمیات تنظیماتهم، فإنهم لن یستطیعوا تجاهل ضرورة التنسیق مع القیادة الروسیة لتجنب اصطدام طائراتهم بالطائرات الروسیة والسوریة، لأن عدم رضوخهم للتنسیق قد یفضی إلى حوادث مؤلمة قد لا تسر واشنطن وحلفاءها.
إن ما یحرزه الجیش العربی السوری على الأرض بعد تکثیف غارات الطیران الروسی- السوری دفع الإرهابیین ومشغلیهم إلى خلط الأوراق من جدید، وتحریض «داعش» بارتکاب مجزرته أول من أمس فی استهدافه معارضی أردوغان فی أنقرة، ولإعطاء أردوغان ورقة للتنصل من اتهاماته المثبتة بدعم «داعش» و«النصرة» وکل تنظیمات الإرهاب فی سوریة والعراق.. حتى لو تحولت دماء الأتراک وأشلاء ضحایاهم إلى هدیر بات یقض مضاجع العالم من هول ما یجری.
لقد بات العالم أمام حقیقة لابد من الأخذ بها، ألا وهی أن الإرهاب بات یهدد بأخطاره العالم، بمن فی ذلک داعموه، وأن مواجهته واجتثاثه یتطلبان التنسیق مع الدولة السوریة والدولة الروسیة، وإلا فإنهم سیتجرعون السم الذی طبخوه لتسمیم غیرهم.
تشرین