الإرهاب والصهیونیة.. وحدة الهدف والمصیر | ||
الإرهاب والصهیونیة.. وحدة الهدف والمصیر تعرضت الأمة العربیة والإسلامیة للعدید من الضربات والهزات من الداخل والخارج، لکنها فی کل مرة کانت تقاوم وتعود لتقف على قدمیها من جدید بعد کسر العدو، لکن هذا فی کل مرة للأسف کان یحدث “بعد خراب مالطة”، فقد اعتدنا أن العرب لا یتحدون إلا بعد وقوع الکوارث المدمرة، وقبل ذلک لا یقبلون الاتحاد وتظهر الانقسامات والاختلافات، حتى یتبین للجمیع أن الخطر سینال منهم جمیعًا ولن یقف عند حد معین. وفی السنوات الأخیرة، ظهر الإرهاب لیضرب فی مختلف البلدان العربیة تحت العدید من المسمیات، فتارة نرى جماعة تسمی نفسها “القاعدة” وتارة نرى “داعش” و “جبهة النصرة” و “بوکو حرام” وغیرها من الجماعات الإرهابیة، والتی حملت على عاتقها مسئولیة تدمیر الأمة الإسلامیة وتشویه الإسلام أمام الجمیع، وقد اتضح فی الآونة الأخیرة ومن خلال تکرار السیناریوهات التی تقوم بها الجماعات الإرهابیة، ارتباط تلک الجماعات المرتزقة بالفکر الصهیونی والماسونیة العالمیة، والتی ترمی إلى تفکیک الأمة وزعزعة استقرارها وتقطیع أوصالها. وهذا هو حال تنظیم “داعش” الذی یعد أخطر التنظیمات الإرهابیة فی السنوات الأخیرة، وقد خرج علینا منذ أیام قلیلة، أحد عناصر تنظیم “داعش” الإرهابی، فی مقطع فیدیو تمثیلی باللغة العبریة للمرة الأولى منذ ظهور التنظیم، الذی قتل على یدیه آلاف المسلمین والمسیحیین فی سوریا والعراق، وظهر ذلک الداعشی لیهدد الکیان الصهیونی بالقتل، وهی رسالة وجهها التنظیم بعد تزاید اتهامات المسلمین له فی کافة الأقطار الإسلامیة، بأنه تنظیم صهیونی تأسس وفق مخطط غربی صهیونی بهدف تدمیر الأمة الإسلامیة. وبإلقاء نظرة سریعة على ما نجح فی تحقیقه تنظیم “داعش” خلال العامین الماضین فی سوریا والعراق، یمکننا أن نتیقن وبشکل قاطع، أن هذا التنظیم الإرهابی یعمل وفق خطة صهیونیة مخطط لها وبدقة، وأن هذه الخطة لا تنتهی إلا بانتصار “الصهاینة” وهیمنتهم على المنطقة، ودمار الدول العربیة والإسلامیة، فقد نجح التنظیم الإرهابی فی إشغال العرب والمسلمین بفتن طائفیة لا تنتهی، وخلق عداوات وهمیة بین المسلمین، بهدف التغطیة على جرائم الکیان الصهیونی بحق العرب والمسلمین، کما نجح التنظیم فی إخراج القضیة الفلسطینیة من دائرة اهتمام الأمة. کما استهدف التنظیم الإرهابی ضرب النسیج الاجتماعی للأمة، بهدف تمزیق وتشتیت المجتمعات العربیة وتحویلها لأشلاء شعوب، کما استهدف تدمیر البنیة التحتیة للدول العربیة والإسلامیة، وتدمیر التراث الحضاری وهذا ما رأیناه فی تدمیر الإرهابیین للتماثیل والمعابد والآثار العربیة فی سوریا والعراق، ولم یقف عند هذا الحد بل استهدف ضرب جیوش الأمة التی کانت تعتبر مصدرًا کبیرًا لتهدید الکیان الصهیونی، وهو ما یضع علامات ربط کبیرة بین التنظیمات الإرهابیة والکیان الصهیونی، المستفید الوحید مما یجری فی المنطقة من أحداث. وقامت الجماعات الإرهابیة أیضًا بالکثیر من الجرائم التی حاولت إلصاقها بالدین الإسلامی، حتى ینفر منه العالم وتسوء صورته فی وجه العالم أجمع، لیتحول المسلمون إلى شخصیات منبوذة فی العالم، لکنهم لن ینجحوا فی هذا الأمر، فالکثیرون یعلمون أن الإرهاب لا دین له، لکن أیضا هناک أناس لا یعرفون عن الإسلام والمسلمون إلا ما یرونه فی الإعلام الغربی من أشخاص یقتلون الرجال ویأسرون النساء لیتلذذون بهن، ویهدمون ویحرقون کل شیء، وهی جرائم لم یفعلها فی المسلمون سوى الکیانات المحتلة عبر العصور. وقد نجح الإرهاب فی وقت قصیر فی تنفیذ ما فشل فیه الغرب والأمریکان طیلة سنوات، لترکیع الأمة وإبعادها عن القضیة الفلسطینیة، بما یتیح للکیان الصهیونی المجرم بأن یحیا على أرضنا المحتلة فی أمن وأمان، وهو الواقع الذی نحیاه الآن بالفعل، ففی الوقت الذی تتساقط فیه دماء المسلمین فی کل مکان، یهنأ الصهاینة بالعیش الآمن على الأرض العربیة، ولیس هناک من یقف فی وجههم أو حتى ینتبه لما یفعلونه، فمتى یفیق العرب ویواجهون ذلک المخطط، هذا ما ستجیب عنه الأیام القادمة، وإنا لمنظرون. بقلم: محمد مجدی – الطلیعة الاخباریة
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 808 |
||