التحالف الشرقی لسحق الإرهاب | ||
غالب قندیل دفعة واحدة وبتسارع أثار الذهول فی عواصم الغرب الاستعماری تحرکت روسیا بثقلها لبلورة تحالف شرقی للقضاء على الإرهاب التکفیری من سوریة القلعة الصامدة التی تحارب بقیادة الرئیس بشار الأسد منذ خمس سنوات هجوما استعماریا صهیونیا رجعیا عاتیا وهذا التحالف ولد جاهزا بخططه وبخطواته التمهیدیة بعد مشاورات دامت لأشهر کشف عنها قائد المقاومة السید حسن نصرالله وشارکت فیها روسیا وإیران وسوریة والعراق ولم یکن من المصادفة صدور بیان الإعلان الرسمی للجنة الأمنیة المشترکة من بغداد فی الیوم التالی لحدیث السید نصرالله ومن ثم مباشرة انطلاق عملیات القوات الروسیة التی قال السید نصرالله انها لم تکتمل فی صورة وجودها المتفاهم علیه والذی أعلنت القیادة السوریة أنه تلبیة لطلب رسمی سیادی سوری . إنها صیاغة متقنة وعملیة لتحالف قادر على سحق العصابات الإرهابیة فهو یمتلک الإرادة الحازمة ویستند إلى دعم الشعب العربی السوری وقواته المسلحة ودولته الوطنیة ومعها قوات الدفاع الشعبی والمقاومة اللبنانیة وإیران الدولة الشقیقة التی تضع قدراتها ومکانتها العالمیة المتقدمة فی خدمة الصمود السوری. هذا التحالف یتحرک بعد افتضاح طبیعة حملة أوباما وتحالفه الذی یضم حکومات ولدت الإرهاب وقدمت له الدعم والمساندة والتغطیة وبعدما اعترف العدید من قادته بعجزه فهو یرید تحالف یسعى لمنع العصابات التی حشدها من الخروج عن سیطرته ولیس القضاء علیها لتخلیص الشعوب من شرورها وجرائمها ضد الإنسانیة . القوى الحرة التی تکافح لتخلیص العالم من الهیمنة الأحادیة الأمیرکیة وتناضل لفرض توازن جدید یحقق شراکة متکافئة فی عالم متعدد الأقطاب تقدم نموذجها المیدانی المشترک فی محاربة الإرهاب بعدما رفضت الإمبریالیة الأمیرکیة اقتراحات روسیا وإیران والصین وسوریة بالعودة إلى الأمم المتحدة لتکوین حلف أممی ضد الإرهاب ینطلق من تجفیف موارده المالیة والعسکریة والبشریة . من سوریة وفی ملحمة صمودها بقیادة الزعیم التحرری الاستقلالی بشار الأسد تبلورت المعادلات المتغیرة وتشکلت قواعد جدیدة للعلاقات الدولیة انطلاقا من الفیتو الروسی الصینی المزدوج فی خریف 2011 والیوم فی خریف 2015 ومن قلب الملحمة السوریة تنطلق شبکة التحالف الشرقی لمحاربة الإرهاب ویوضع الغرب الاستعماری تحت الأمر الواقع وسیرغم على الرضوخ والاعتراف کما أرغم على التسلیم بحقوق إیران النوویة وبجبریة رفع الحصار وتفکیک العقوبات وها هی روسیا وإیران وبالشراکة مع سوریة الأسد وحزب الله والعراق ومن خلفهم الصین ومجموعة البریکس یخوضون معا حربا فعلیة للقضاء على الإرهاب ولمنع إعادة استخدامه کما یخطط الغرب الاستعماری الذی یجاهر خبراؤه بأن الوجهة المقبلة للتکفیریین والإرهابیین والمرتزقة ستکون روسیا وجوارها الآسیوی والصین وإیران لمواصلة اختبار فرص منع صعود قوى منافسة للإمبراطوریة الأمیرکیة . العربدة الأمیرکیة لن تزید حلفاء سوریة إلا ثباتا وتصمیما وساعة ولادة العالم الجدید تقترب کلما رسخ هذا التحالف الشرقی من قوته وثباته وانطلق لرسم وقائع میدانیة جدیدة والحضور الروسی فی سوریة سیکون قوة نوعیة وحاسمة فی تقریب ساعة انتصار سوریة ونهوضها وکما ردد الأسد مرارا شرکاء الدفاع والصمود سیکونون شرکاء البناء والنهوض ولا مکان فی سوریة العربیة المقاومة للمستعمرین والعملاء وهذا یفسر حالة الهیجان والهذیان التی تجتاح عواصم کثیرة فی الغرب والمنطقة . ما کتب قد کتب والمسار الجدید انطلق وسیأتی موسم التوسل للقاء مع الرئیس الذی تمسک باستقلال بلاده ورفض المساومة على حریة سوریة وحقوقها ونسج تحالفات موثوقة وصادقة مع شرکاء صادقین وموثوقین وهبتهم سوریة ثمار صمودها وهبوا لتعجیل انتصارها وهو القلیل مما قدمته لهم فی معرکة الدفاع عن الإنسانیة.. الصراخ سیستمر لکن الحماقات ستکون مکلفة وهذا ما یعرفه المتنمرون فی الغرب وعملاؤهم فی المنطقة وعلیهم أن یحسبوا ثمن المغامرات الحانقة والتطاول على سوریة وشرکائها سیکون وبالا علیهم .
وکالة اخبار الشرق الجدید | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,232 |
||