النساجون»… أحد أقوى الأذرع الاستخباراتیة لـ«داعش | ||
النساجون»… أحد أقوى الأذرع الاستخباراتیة لـ«داعش
تفجیر سوروج قبل بضعة أشهر وقبله بقلیل تفجیر دیاربکر، قبیل الانتخابات، وتفجیر أنقرة قبل بضعة أیام، وأیضاً قبیل الانتخابات الجدیدة.. فی التفجیرات الثلاث توجهت أصابع الاتهام إلى مجموعة تحمل اسم «مجموعة النساجین»، والتی قیل أنها تضم عشرات الدواعش الأتراک، فما هی هذه المجموعة؟ لعل أکثر المدن الترکیة إمداداً لـ«داعش» بالمسلحین هی مدینة «آدیامان»، وهی بنفس الوقت معقل هذه الفرقة، ومن هنا عبر إلى سوریة ما یقارب مائتی عنصر مسلح شارکوا فی المعارک، واتخذوا من مدینة تل أبیض، الشمالیة، مرکزاً لهم. فلما ادخلتها وحدات الحمایة الکردیة، انسحبوا منها. ولا یعلم بالضبط الکثیر عن نشاطاتهم اللاحقة سوى أن بعضاً منهم عاد إلى ترکیا، وفی ذهنه الانتقام. وبحسب تسریبات الأمن الترکی فإنهناک الآن ما یقرب من واحد وعشرین انتحاریاً متناثرین فی أرجاء ترکیا ویعدون العدة لتفجیر أنفسهم ما لم تعد الحکومة الترکیة إلى التحالف معهم مجدداً، بعد أن خذلتهم تحت ضغوط الولایات المتحدة ولم تمنع سقوط تل أبیض التی کانوا یسیطرون علیها بید الأکراد. یعرف عن هذه الفرقة أن تأسیسها بدأ فی عام 2013 تقریباً، حین بدأ بعض الشیوخ التکفیریین بتجنید شبان الأحیاء الخلفیة الفقیرة لمدینة آدیامان، وأقنعوهم بالقتال من أجل «دولة الخلافة»، ویعرف من وجوهها الشیخ یونس آلاغوز، الشقیق الأکبر للانتحاری الذی فجر نفسه فی سوروج. وبحسب المعلومات فقد تنقل بین سوریة والسعودیة، قبل أن یعود فی 2014 إلى آدیامان، وأنشأ مقهى أطلق علیه اسم «المقهى الإسلامی»، والذی لعب دور المنتدى للشبان المنجذبین لفکرة «القتال من أجل الخلیفة». ولم یلبث مؤسسو المنتدى ورواده أن ذهبوا إلى سوریة للقتال ثم عاد جزء منهم بعد سقوط معاقلهم. وبحسب المصادر، فإن أحد أهم قیادیی هذه الفرقة هو مواطن ترکی یطلق علیه «إ.ب»، وهو بنفس الوقت مسؤول جمارک التنظیم بأکمله نوعاً ما؛ حیث یتولى عملیات الإدخال والإخراج، ونقل البشر بین ترکیا وسوریة، وهو ما یشمل ضمناً الأسلحة والنفط والآلیات وعربات الدفع الرباعی وغیرها. ویظهر أحد المقاطع المصورة لهم أن مسلحی «النساجین» یحملون أسلحة أمریکیة الصنع، مما یشیر إلى عدة احتمالات من بینها أن تکون الفرقة قد حصلت على أسلحتها من مخازن الجیش الترکی نفسه، والذی یستخدم الأسلحة الأمریکیة کما هو معروف؛ علماً ان المعارضة الترکیة کانت قد کشفت سابقاً عن أن منفذ تفجیر سوروج کان متعاوناً مع الأمن الترکی، الذی کان یستخدمه کعمیل له، وهو ما یشیر إلى مدى التداخل بین هذه الفرقة وبین أجهزة الدولة الترکیة، وأیضاً بین ما یعرف فی ترکیا باسم «الدولة العمیقة»، وهو مصطلح یشیر إلى مراکز القوة والتحالفات الباطنیة التی تدیر الدولة من خلف الستار. ومن دلائل ذلک أن والدی المذکور کشفوا بعد تنفیذه التفجیر أنهما أبلغا أجهزة الأمن عن تصرفاته المریبة وانتمائه المستجد إلى التکفیریین، غیر أن أجهزة الأمن لم تزعج «التکفیری الصغیر» أبداً. ولم تقدم الدولة حتى الآن تفسیراً لعجز أجهزتها عن مساءلة تکفیری مجند صغیر، فکیف بعجزها عن متابعة کبار التکفیریین وقادة «داعش» فی ترکیا. وکانت وکالة سبوتنیک، قد أکدت أن 100 عنصر عاد من سوریة إلى ترکیا بغرض تنفیذ تفجیرات فیها، مشیرة إلى أن أغلبهم کذلک کان فی تل أبیض، مما یشیر مرة أخرى إلى فرقة «النساجین»، مما یعنی أن الأرقام الحقیقیة لخلایا التفجیر فی ترکیا تتجاوز تقدیرات الدولة الترکیة.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 938 |
||