النص الکامل لکلمة الإمام الخامنئی فی اللقاء مع المشارکین فی "المؤتمر العالمی للتیارات التکفیریة من وجهة نظر علماء الإسلام" | ||
النص الکامل لکلمة الإمام الخامنئی فی اللقاء مع المشارکین فی "المؤتمر العالمی للتیارات التکفیریة من وجهة نظر علماء الإسلام"
بسم الله الرحمنالرحیم
أولاً أرحب بالضیوف الأعزاء و الحضور المحترمین و علماء المذاهب الإسلامیة المتنوعة الحاضرین فی هذه الجلسة. و أشکر حضورکم الفعال المفید فی اجتماعات هذا المؤتمر المهم على مدى یومین. أرى من الضروری أن أتقدم بالشکر لعلماء و فضلاء قم الکبار، و خصوصاً «سماحة آیة الله مکارم شیرازی» و «سماحة آیة الله سبحانی»، الذین ابتکروا هذه الفکرة و نفذوها عملیاً و قاموا بحمد الله بالخطوات الأولیة التمهیدیة لهذا المشروع، و هذه حرکة یجب أن تستمر. اطلعت إجمالاً على کلمات المتحدثین المحترمین خلال الیومین الماضیین، و أذکر بدوری بعض النقاط: أولاً هذا المؤتمر هو من أجل مناقشة التیار التکفیری و هو تیار مضر و خطیر فی العالم الإسلامی. و مع أن هذا التیار التکفیری لیس بالجدید و له سوابقه التاریخیة، لکنه استعاد حیاته فی الأعوام الأخیرة وفق مخططات الاستکبار و بأموال بعض حکومات المنطقة و بتخطیط من الأجهزة التجسسیة للبلدان الاستعماریة - مثل أمریکا و بریطانیا و الکیان الصهیونی - و ازداد قوة. هذه الجلسة و هذا المؤتمر و تحرککم هذا، کله من أجل مواجهة شاملة لهذا التیار، و لیس لأجل ما یسمى الیوم بداعش، فالتیار الذی یعرف الیوم بداعش أحد فروع هذه الشجرة التکفیریة الخبیثة، و لیس الشجرة کلها. هذا الفساد الذی أطلقته هذه الجماعة و هذا الإهلاک للحرث و النسل و سفک دماء الأبریاء جزء من جرائم هذا التیار التکفیری فی العالم الإسلامی. ینبغی النظر للمسألة من هذه الزاویة. إننی آسف قلباً لأننا فی العالم الإسلامی حیث یجب أن نبذل کل طاقاتنا لمواجهة مؤامرة الکیان الصهیونی و تحرکاته ضد القدس الشریف و المسجد الأقصى - و هذا ما یجب أن یحرّک العالم الإسلامی برمّته - مضطرون الیوم لأن ننشغل بالمشکلات التی أوجدها الاستکبار فی داخل العالم الإسلامی، و لا مفرّ من هذا. و الواقع أن الخوض فی قضیة التکفیر شیء فرض على علماء العالم الإسلامی و الواعین و النخبة فیه. لقد أدخل العدو هذه المشکلة المفتعلة المصطنعة فی العالم الإسلامی، و نحن مضطرون للخوض فیها. لکن القضیة الأصلیة هی قضیة الکیان الصهیونی، و القضیة الأصلیة هی قضیة القدس، و القضیة الأصلیة هی قضیة قبلة المسلمین الأولى أی المسجد الأقصى. هذه هی القضایا الأساسیة. ثمة نقطة لا تقبل الإنکار هی أن التیار التکفیری و الحکومات التی تدعمه و تحمیه تتحرک تماماً باتجاه نوایا الاستکبار و الصهیونیة. أعمالهم تصبّ باتجاه أهداف أمریکا و الحکومات الاستعماریة الأوربیة و حکومة الکیان الصهیونی المحتل. ثمة شواهد تجعل هذا المعنى أکیداً و قطعیاً. التیار التکفیری له ظاهر إسلامی لکنه عملیاً فی خدمة التیارات الاستعماریة و الاستکباریة و السیاسیة الکبرى التی تعمل ضد العالم الإسلامی. هناک شواهد واضحة لا یمکن تجاهلها. أذکر بعض هذه الشواهد. أحد الشواهد هو أن التیار التکفیری استطاع تحریف حرکة الصحوة الإسلامیة. لقد کانت حرکة الصحوة الإسلامیة حرکة مناهضة لأمریکا و الاستبداد و عملاء أمریکا فی المنطقة. لقد کانت حرکة قام بها عموم الناس فی بلدان مختلفة فی شمال أفریقیا ضد الاستکبار و ضد أمریکا. و قام التیار التکفیری بتغییر اتجاه هذه الحرکة العظیمة المناهضة للاستکبار و لأمریکا و للاستبداد، و جعلها حرباً بین المسلمین و اقتتالاً بین الإخوة. لقد کانت حدود فلسطین المحتلة الخط الأمامی للکفاح فی هذه المنطقة. و جاء التیار التکفیری و بدّل هذا الخط الأمامی إلى شوارع بغداد و المسجد الجامع فی سوریة و دمشق و شوارع باکستان و مدن سوریة المختلفة، فصارت هذه هی الخط الأمامی للکفاح. لاحظوا الوضع الحالی فی لیبیا، و انظروا لوضع سوریة، و وضع العراق، و لوضع باکستان، و لاحظوا ضد من تشهر السیوف و الطاقات فی ید المسلمین؟ هذه سیوف یجب أن تشهر ضد الکیان الصهیونی. لقد غیّر التیار التکفیری اتجاه هذا الکفاح و جاء به إلى داخل البیت و داخل مدننا و داخل البلدان الإسلامیة. ینفذون انفجاراً داخل المسجد الجامع فی دمشق، و یفجرون حشود الناس العادیین فی بغداد، و فی باکستان یفتح مئات الناس النار على مئات الناس. و فی لیبیا لاحظوا الوضع الذی صنعوه و أوجدوه. هذه کلها إحدى الجرائم التاریخیة التی لا تنسى للتیار التکفیری الذی أوجد هذا الوضع. هذا کله یصبّ لخدمة هذا التیار، و هو تغییر فی الاتجاه یخدم أمریکا و بریطانیا و الأجهزة التجسسیة الأمریکیة و البریطانیة و الموساد و ما شابه. و الشاهد الآخر هو أن الذین یدعمون هذا التیار التکفیری یتحالفون مع الکیان الصهیونی لیحاربوا المسلمین. لا یعبسون أبسط تعبیس فی وجه الکیان الصهیونی لکنهم یوجهون مختلف الضربات و المؤامرات ضد البلدان الإسلامیة و الشعوب المسلمة بذرائع شتى. و شاهد آخر هو أن هذه الفتنة التی أوجدها التیار التکفیری فی البلدان الإسلامیة و فی العراق و سوریة و لیبیا و بعض مناطق لبنان و بلدان أخرى، أدّت إلى تدمیر البنى التحتیة القیمة فی هذه البلدان. لاحظوا کم من الطرق و کم من المصافی و کم من المناجم و المطارات و الشوارع و المدن و البیوت تدمرت فی هذه البلدان نتیجة هذه الحروب الداخلیة و الاقتتال بین الإخوة؟ کم من الزمن و المال و التکالیف یجب أن تنفق لإعادة هذه الأشیاء إلى حالها الأولى؟ هذه هی الأضرار و الضربات التی وجهها التیار التکفیری للعالم الإسلامی خلال هذه الأعوام و إلى الیوم. و شاهد آخر هو أن التیار التکفیری شوّه وجه الإسلام فی العالم و جعله قبیحاً. لقد شاهد العالم کله فی التلفزة أنهم یجلسون شخصاً و یضربون عنقه بالسیف من دون أن تکون هناک جریمة معینة قد ارتکبها: «لا ینهاکم الله عن الذین لم یقاتلوکم فی الدین و لم یخرجوکم من دیارکم أن تبرّوهم و تقسطوا إلیهم إن الله یحب المقسطین. إنما ینهاکم الله عن الذین قاتلوکم فی الدین و أخرجوکم من دیارکم و ظاهروا على إخراجکم أن تولوهم» (3) . لقد عمل هؤلاء بعکس هذا تماماً. قتلوا المسلمین و أجلسوا غیر المسلمین الذین لم یحاربوهم تحت السیوف، و بثت صور ذلک فی العالم کله و شاهده العالم برمته. شاهد العالم کله أن شخصاً و باسم الإسلام مدّ یده و استخرج من صدر إنسان مقتول قلبه و راح یعضّه؛ لقد شاهد العالم ذلک. و قد تسجلت هذه الأحداث باسم الإسلام. إسلام الرحمة و التعقل و المنطق و إسلام «لا ینهاکم الله عن الذین لم یقاتلوکم فی الدین» یطرحه هؤلاء بهذه الصورة، فهل جریمة فوق هذه؟! و هل فتنة أخبث من هذه؟! هذا ما قام به التیار التکفیری. و شاهد آخر هو أنهم ترکوا محور المقاومة وحیداً. لقد قاتلت غزة لوحدها خمسین یوماً، و قاومت لوحدها خمسین یوماً. لم تذهب الحکومات الإسلامیة لمساعدة غزة، و لم توضع الأموال و الدولارات النفطیة لخدمة غزة، مع أن بعضها وضع لخدمة الکیان الصهیونی. هذا شاهد آخر. سیئة أخرى و شاهد آخر هو أن التیار التکفیری حرّف حماس و اندفاع الشباب المسلم فی کل العالم الإسلامی. فی کل أرجاء العالم الإسلامی یحمل الشباب الیوم حماساً و اندفاعاً، و قد أثرت فیهم الصحوة الإسلامیة، و هم على استعداد للعمل من أجل خدمة الأهداف الإسلامیة الکبرى، و قام هذا التیار التکفیری بتحریف اتجاه هذا الاندفاع و الحماس، حیث جرّ أشخاصاً من الشباب الجهلة غیر الواعین نحو قطع رؤوس المسلمین و ارتکاب مذابح ضد النساء و الأطفال فی قریة؛ هذه من سیئات التیار التکفیری. لا یمکن غضّ الطرف بسهولة عن هذه الشواهد و القرائن، فهی کلها تدل على أن التیار التکفیری یعمل لخدمة الاستکبار و لخدمة أعداء الإسلام و لخدمة أمریکا و لخدمة بریطانیا و لخدمة الکیان الصهیونی. و طبعاً هناک شواهد أخرى، فقد أعلمونا بأن طائرات النقل الأمریکیة قذفت الأعتدة التی تحتاجها هذه الجماعة المسماة بداعش فی مناطق تواجدها فی العراق، قذفتها لها من الجوّ و أوصلت لهم المساعدات. و قلنا ربما کان هذا خطأ، ثم تکرر، و حسب ما أعلمونی فقد تکرر هذا الأمر خمس مرات، فهل أخطأوا خمس مرات؟ ثم یتظاهرون بأنهم شکلوا تحالفاً لمحاربة داعش، و هذا محض کذب. إن هذا التحالف ینشد أهدافاً خبیثة أخرى، فهم یریدون إبقاء هذه الفتنة ملتهبة، و إشعال الاقتتال بین الجانبین و استمرار الحرب الأهلیة بین المسلمین على حالها. هذا هو هدفهم. و طبعاً سوف لن یستطیعوا؛ اعلموا هذا. هناک عدة واجبات کبیرة ینبغی النهوض بها. لقد فکرتم أیها السادة المحترمون خلال اجتماعات هذا المؤتمر على مدى یومین بطرق و حلول و تابعتم الموضوع و حددتم واجبات، و أذکر هنا بعض الأعمال الضروریة التی لا یمکن تجاهلها. الشیء الأول هو نهضة علمیة و منطقیة شاملة من قبل کل علماء المذاهب الإسلامیة لاستئصال التیار التکفیری، و هذا الأمر لا یختص بمذهب دون آخر. کل المذاهب الإسلامیة التی تهتم لأمر الإسلام و تؤمن بالإسلام و تتحرّق قلوبهم للإسلام لهم نصیبهم فی هذا الواجب و هم شرکاء فیه. یجب إطلاق حرکة علمیة هائلة. لقد نزلوا هذه الساحة بشعار کاذب هو اتباع السلف الصالح، و یجب إثبات کراهیة السلف الصالح للأعمال التی یقومون بها، بلغة الدین و العلم و المنطق الصحیح. أنقذوا الشباب! هناک البعض یتأثرون بهذه الأفکار المضلة و یتصورون أنهم یفعلون شیئاً حسناً. إنهم مصداق للآیة الشریفة: «قُل هَل نُنَبِّئُکُم بِالاَخسَرینَ اَعمالاً. اَلَّذینَ ضلَّ سَعیُهُم فِی الحَیوةِ الدُّنیا وَ هُم یَحسَبونَ اَنَّهُم یُحسِنونَ صُنعاً» (4) إنهم مصداق هذه الآیة. یتصورون إنهم یجاهدون فی سبیل الله. إنهم الذین سیقولون لله یوم القیامة: «رَبَّنا اِنّا اَطَعنا سادَتَنا و کُبَراءَنا فَاَضَلّونَا السَّبیلا. رَبَّنا ءاتِهِم ضِعفَینِ مِنَ العَذابِ وَ العَنهُم لَعنًا کَبیرا» (5) هؤلاء هم أولئک التعساء. و منهم ذلک الذین قتل عالماً مسلماً کبیراً فی مسجد دمشق. و منهم ذلک الذی یجزّ رؤوس المسلمین بذریعة الانحراف عن الدین. و الذی ینفذ التفجیرات فی باکستان و أفغانستان و بغداد و مدن العراق و سوریة و لبنان المختلفة و یضرّج الأبریاء بدمائهم هو من أولئک الذین سیقولون یوم القیامة: «رَبَّنا اِنّا اَطَعنا سادَتَنا و کُبَراءَنا فَاَضَلّونَا السَّبیلا. رَبَّنا ءاتِهِم ضِعفَینِ مِنَ العَذابِ» (6) ، و یقول القرآن الکریم فی موضع آخر: «لِکُلٍّ ضِعفٌ» (7) ؛ لا یقبل الله منهم قولهم «رَبَّنا ءاتِهِم ضِعفَینِ»، بل یقول: «لِکُلٍّ ضِعفٌ». أی إن کلا الفریقین التابع و المتبوع سینال ضعفاً من العذاب. «تَخاصُمُ اَهلِ النّار» (8) ؛ سوف یتنازعون. یجب إنقاذ هؤلاء. یجب إنقاذ هؤلاء الشباب، و هذا یقع على عاتق العلماء. و للعلماء علاقاتهم بالأوساط التنویریة و کذلک بأوساط الناس و المجتمع و یجب أن یسعوا سعیهم. سوف یسأل الله تعالى یوم القیامة من العلماء عن هذا و ما الذی فعلوه. لذلک یجب أن یعملوا و یبادروا. هذا أحد الواجبات. العمل الثانی و هو ضروری جداً التنویر بخصوص سیاسات أمریکا و بریطانیا الاستکباریة؛ یجب التنویر؛ یجب أن یعلم العالم الإسلامی کله ما هو دور السیاسات الأمریکیة فی هذا الخضمّ؟ و ما هو دور الأجهزة التجسسیة الأمریکیة و البریطانیة و الصهیونیة فی إحیاء تیار الفتنة التکفیریة؟ ینبغی للجمیع أن یعلموا هذا. یجب أن یعلم الجمیع أن هؤلاء یعملون لأولئک، فالمخططات من أولئک و الدعم منهم و رسم الطرق منهم. و المال من عملائهم فی حکومات المنطقة. هم الذین یمنحون الأموال، و أولئک هم الذین یرسمون الخطط، و هؤلاء التعساء المساکین ینزلون هذه المشکلات بالعالم الإسلامی. هذه أیضاً عملیة ضروریة أخرى یجب القیام بها. العمل الثالث الذی یجب بالتأکید القیام به هو الاهتمام بالقضیة الفلسطینیة. لا تسمحوا بنسیان قضیة فلسطین و القدس الشریف و قضیة المسجد الأقصى، فهم یریدون هذا. إنهم یریدون للعالم الإسلامی أن یغفل عن قضیة فلسطین. لاحظوا أن حکومة الکیان الصهیونی فی هذه الأیام أعلنت عن یهودیة بلد فلسطین. أعلنوا عنه بلداً یهودیاً. کانوا یسعون لهذا منذ فترات طویلة و قاموا بهذه العملیة الآن بصراحة. یسعى الکیان الصهیونی وسط غفلة العالم الإسلامی و غفلة أبناء الشعوب المسلمة لاحتلال القدس الشریف و المسجد الأقصى و إضعاف الفلسطینیین أکثر فأکثر. ینبغی التنبّه لهذا. على کل الشعوب أن تطالب حکوماتها بالاهتمام بقضیة فلسطین. على علماء الإسلام أن یطالبوا حکوماتهم بهذا و بمتابعة قضیة فلسطین. هذا من الواجبات الأساسیة المهمة. إننا نشکر الله على أن الحکومة و الشعب فی الجمهوریة الإسلامیة کلمتهم واحدة فی هذا الخصوص. لقد أعلنت الجمهوریة الإسلامیة منذ البدایة و أعلن إمامنا الخمینی الجلیل بأن سیاسیتنا هی دعم فلسطین و معاداة الکیان الصهیونی، و رفع هذا الرایة التی لا تزال مرفوعة إلى الیوم، و لم ننحرف عن هذا النهج منذ ثلاثة و خمسین عاماً، و شعبنا یواکب هذا النهج بکلّ رغبة. أحیاناً حین یراجع بعض شبابنا لا یسمعون جواباً، و یکتبون لی الرسائل و یتوسلون بأن نسمح لهم بالذهاب للقتال فی الخطوط الأمامیة ضد الکیان الصهیونی. الشعب یعشق الکفاح ضد الصهاینة و قد أثبتت الجمهوریة الإسلامیة ذلک. لقد تجاوزنا بتوفیق و فضل من الله قیود الاختلافات المذهبیة. نفس المساعدة التی قدمناها لحزب الله لبنان و هو شیعی قدمناها لحماس و للجهاد و سوف نقدمها أیضاً (9). لم نقع أسرى القیود المذهبیة، و لم نقل إن هؤلاء شیعة و هؤلاء سنة، و هؤلاء حنفیة و هؤلاء حنابلة و هؤلاء شافعیة و هؤلاء زیدیة. مناطق فلسطین الأخرى أیضاً یجب أن تتسلح. لقد نظرنا إلى ذلک الهدف الأصلی و قدمنا المساعدة و استطعنا تعضید إخوتنا الفلسطینیین فی غزة و فی المناطق الأخرى، و سوف نستمر إن شاء الله، و قد أعلنتُ و هذا ما سوف یحدث بالتأکید بأن الضفة الغربیة أیضاً یجب أن تتسلح مثل غزة و تکون مستعدة للدفاع. و أقولها لکم أیها الإخوة الأعزاء: لا تخیفکم الهیمنة الأمریکیة، فالعدو صار ضعیفاً. عدو الإسلام، و هو الاستکبار، أصبح الیوم أضعف من کل الفترات السابقة التی تمتد لمائة عام أو لمائة و خمسین عاماً. لاحظوا الحکومات الاستعماریة الأوربیة. إنها تعانی من مشکلات اقتصادیة و مشکلات سیاسیة و مشکلات أمنیة و مختلف صنوف المشکلات. و أمریکا أسوء منهم، فهی تعانی مشکلات أخلاقیة و مشکلات سیاسیة و مشکلات مالیة شدیدة و تعانی من ضعف فی مکانتها کقوة عظمی فی کل العالم، و لیس فی العالم الإسلامی فقط بل فی کل العالم. و الکیان الصهیونی ازداد ضعفاً بشدة قیاساً إلى الماضی. إنه نفس الکیان الذی کان یرفع شعار من النیل إلى الفرات! کان یصرح و یهتف بصراحة إن المنطقة النیل إلى الفرات هی لی! طوال خمسین یوماً فی غزة لم یستطیعوا فتح أنفاق الفلسطینیین. إنه نفس الکیان. استخدم طوال خمسین یوماً کل طاقاته لتخریب أنفاق حماس و الجهاد و الفلسطینیین تحت الأرض و احتلالها فلم یستطیعوا. إنه نفس الکیان الذی کان یقول إن النیل إلى الفرات هو لنا! لاحظوا کم اختلف وضعه و کم صار ضعیفاً. مشکلات أعداء الإسلام کثیرة. لقد أخفق أعداء الإسلام فی العراق، و أخفقوا فی سوریة، و أخفقوا فی لبنان، و أخفقوا فی مناطق أخرى، و لم تتحقق أهدافهم. و فی مواجهة الجمهوریة الإسلامیة تلاحظون أن أمریکا و البلدان الاستعماریة الأوربیة اجتمعوا فی قضیة الملف النووی و استخدموا کل طاقاتهم لترکیع الجمهوریة الإسلامیة فلم یستطیعوا ترکیعها و لن یستطعیوا (10). هذا ینمّ عن ضعف الطرف المقابل. و أنتم سوف تزدادون إن شاء الله قوة یوماً بعد یوم، فالمستقبل لکم، «وَ اللَّهُ غالِبٌعَلى اَمرِه» (11( و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- أقیمهذاالمؤتمرفی یومی الثالث و العشرین و الرابع و العشرین من نوفمبر 2014 م بدعوة من آیة الله الشیخ ناصر مکارم شیرازی (رئیس المؤتمر) و آیة الله جعفر سبحانی (الأمین العلمی للمؤتمر) فی مدینة قم. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,046 |
||