«داعش» یتسلل إلى «الحراک»: الإساءة للحریری.. وشتم المشنوق!

نفذت قوة کبیرة من اللواء الثامن فی الجیش اللبنانی  قرابة العاشرة والنصف من صباح أمس، عملیة أمنیة خاطفة فی «حی الشفق» فی جنوب بلدة عرسال، لم یتخللها ای اشتباک برغم وجود عدد من عناصر «داعش» کانوا یتولون حراسة منزل الأطرش ومواکبته، وقد انقضت القوة على الأطرش فی أثناء انتقاله من منزله الى ملحمته على بعد حوالی عشرین مترا، حیث تم اقتیاده الى داخل سیارة مدنیة غادرت المکان بسرعة، فیما کانت قوة أمنیة تضرب طوقا حول المکان، وسط دهشة الحاضرین فی الملحمة ممن کانوا ینتظرون الأطرش کعادتهم.

یذکر أن الأطرش من موالید العام 1968 وهو ملاحق منذ نحو سنتین، وکان من بین أوائل المتعاملین مع المجموعات الارهابیة التی تمرکزت فی جرود عرسال بعد اندلاع الأزمة السوریة، وساهم مع أمیر «النصرة» الحالی فی القلمون أبو مالک التلی فی تشکیل مجموعات «النصرة» فی جرود عرسال، وتولى مسؤولیة «لواء الحق» قبل أن یبایع تنظیم «داعش» الذی عیّنه أمیرا على عرسال.
وفور توقیفه، تم نقله الى مقر وزارة الدفاع فی الیرزة، لتبدأ مدیریة المخابرات التحقیق معه بالتوازی مع مداهمات فی منطقة عرسال تم خلالها إلقاء القبض على بعض المتورطین معه، بالاضافة الى مصادرة مضبوطات وأجهزة الکترونیة ومتفجرات.

ولن یکون التحقیق وحده العنصر المحدد لخطورته وأدواره کمخطط ومحرک، اذ أن اسمه ورد فی افادات العدید من الموقوفین، ولا سیما فی مجال التخطیط لعملیات ارهابیة ضد مناطق لبنانیة معینة، بالاضافة الى استهداف الجیش اللبنانی.

وقال مرجع أمنی واسع الاطلاع ان توقیف الأطرش یعد من الإنجازات الکبیرة فی مجال مکافحة الارهاب، وسیبین التحقیق معه ما یمتلک من معلومات خطیرة، وخصوصا أنه متورط فی الهجوم الذی تعرض له الجیش فی الثانی من آب 2014، بما فی ذلک خطف العسکریین (فی الجیش وقوى الأمن) وتصفیة بعضهم، کما أنه مسؤول عن اغتیال قیادیین فی «الجیش السوری الحر»، أبرزهم العقید المنشق عن الجیش السوری عبدالله الرفاعی (یتردد أنه قتله بیده فی أحد شوارع عرسال على مرأى من أهل البلدة)، وهو شارک فی ادخال العدید من السیارات المفخخة من القلمون السوری الى عرسال عبر جرد البلدة، وتم لاحقا ارسالها الى مناطق لبنانیة عدة، وأبرزها السیارة التی انفجرت فی محلة الرویس. کما شارک فی اطلاق صواریخ على مدینة الهرمل وبلدة اللبوة، فضلا عن استهداف مواقع عدة للجیش اللبنانی فی المنطقة، وتفجیر سیارة فی منطقة البقاع الشمالی.

وأعلنت قیادة الجیش ـ مدیریة التوجیه رسمیا عن توقیف الارهابی الأطرش «فی عملیّة عسکریّة نوعیّة»، وأشارت الى مسؤولیته عن تفخیخ سیارات عدة «آخرها سیارة نوع جیب شیروکی، بالإضافة إلى إطلاق النار على عدد من المواطنین والتسبّب بمقتلهم وإصابة البعض بجروح خطیرة».

وأکد مرجع الأمنی نفسه أن الجیش تمکن منذ 2 آب 2014 من إلقاء القبض على حوالی 200 إرهابی.

ومن الشمال وبعد ملاحقة على مدى خمسة شهور، تمکن الامن العام من إلقاء القبض على (خالد ش.) و(عبد الرزاق أ.)، وهما ینتمیان الى مجموعة فی تنظیم «داعش» یقودها أحد أبرز الارهابیین المطلوبین فی الشمال حالیا وهو (ناجی س.) الذی کان سابقا على تواصل مع اسامة منصور، ویستمر حالیا بالتواصل مع شادی المولوی، وکان من أوائل الملتحقین بتنظیم «الدولة الاسلامیة» فی الشمال بعد اعلان بیعته لابی محمد العدنانی.

وقد تنقل (ناجی س.) فی السنوات الأخیرة فی العدید من مناطق طرابلس والشمال قبل أن یختار فی الآونة الأخیرة التموضع فی جرود الضنیة، وهو من أبرز أذرعة «داعش» فی الشمال، وثمة انطباع لدى الأجهزة الأمنیة بأنه على قدر عال من الاحتراف، وقد تمکن عبر مواقع التواصل الاجتماعی من تجنید عشرات الشبان فی الشمال، ویتمیز بقدرة على إدارة تنظیم عمودی، أی المجموعات المغلقة، وغالبا ما تکون المجموعة عبارة عن فرد واحد، بحیث اذا تم إلقاء القبض على حلقة لا تصیب باقی الحلقات.

ووفق الروایة الأمنیة، فإن (ناجی س.) الملقب بـ «أبو مصعب» من بحنین فی قضاء المنیة (موالید العام 1977)، وکان قد لعب دورا فی تحریض عدد من العسکریین على الانشقاق من الجیش اللبنانی، وساهم بتهریب أحدهم والتحاقه بتنظیم «داعش»، وعندما حصل الحراک المدنی فی شهر آب الماضی فی العاصمة بیروت على خلفیة ملف النفایات، طلب من (خالد ش.) وهو من «القمامین» فی الضنیة، اختیار شخص أو أکثر من أجل تکلیفهم بمهمة فی هذا الحراک. وبعد فترة قصیرة، تبلغ ناجی من خالد أنه تمکن من تجنید (عبد الرزاق أ.) من بلدة برقایل العکاریة (حاصل على شهادة «غرافیک دیزاین»)، واتفق معه على التوجه الى بیروت للمشارکة فی احتجاجات ریاض الصلح.

وبالفعل توجه عبد الرزاق الى اعتصام ریاض الصلح الذی توسع فی إحدى مراحله باتجاه ساحة الشهداء، وتلقى أمرا بشتم وزیر الداخلیة نهاد المشنوق أمام المتظاهرین ووسائل الاعلام، وبالفعل بادر الى فعل ذلک أکثر من مرة، وهو أمر أقر به فی افادته أمام المحققین، کما تلقى أمرا من خالد بکتابة عبارات نابیة ومسیئة على ضریح الرئیس الحریری قرب مسجد محمد الأمین فی وسط العاصمة، وکان جواب عبد الرزاق أن هذا الأمر قد یؤدی الى فتنة کبیرة، فسارع خالد الى ابلاغه ان ما یطلبه منه هو «أمر شرعی» غیر قابل للنقاش، وتبین لاحقا أن عبد الرزاق أعطى موافقته على ما طلب منه بواسطة رسالة قصیرة (اس ام اس)، غیر أنه قال للمحققین أنه لم ینفذ المطلوب منه فی الضریح برغم وجوده قربه لیلة اکتشاف العبارات المسیئة، وخصوصا تلک التی تثیر الفتنة المذهبیة.
وأعلنت المدیریة العامة للأمن العام فی بیان لها أنه «فی إطار متابعة نشاطات المجموعات الارهابیة والخلایا النائمة التابعة لها وتعقبها، وبناء على إشارة النیابة العامة المختصة، أوقفت کلا من اللبنانیین (خ.ش) و(ع.أ)، لانتمائهما إلى تنظیم داعش الإرهابی واشتراکهما مع اللبنانیین (ع.ع) و(ع.م) على تألیف شبکة ارهابیة للتنظیم المذکور برئاسة اللبنانی (ن.س) کانت تخطط للقیام بعملیات تفجیر واعداد العبوات الناسفة لاستهداف مراکز وآلیات وعناصر الجیش اللبنانی والقوى الأمنیة بالإضافة الى تکلیف هذه المجموعة لبعض المندسین بالانخراط بتظاهرات الحراک المدنی الاخیرة فی وسط بیروت والقیام بشتم المسؤولین وکتابة عبارات مسیئة ونابیة على ضریح الرئیس الشهید رفیق الحریری وذلک بهدف إثارة الفتنة والنعرات الطائفیة».

“السفیر”