على خطا سلفه کلینتون فی البوسنة وکوسوفو
أوباما یدعم العملیات السریة لـ «داعش» فی سوریة والعراق
ترجمة: إیمان الذنون
ما هو معروف وموثق أنه ومنذ الحرب السوفییتیة ـ الأفغانیة کان تجنید الإرهابیین لخوض الحروب السریة بتوجیه من واشنطن جزءاً لا یتجزأ من السیاسة الخارجیة الأمریکیة.
هذا ما قاله مدیر مرکز البحوث والدراسات فی مونتریال البروفیسور میشیل شوسودوفسکی فی مقال نشره موقع «غلوبال ریسیرش»، أشار فیه إلى أنه فی عام 1997 أصدر «الکونغرس» وثیقة أعدتها لجنة الحزب الجمهوری سلّط من خلالها الضوء على دور إدارة الرئیس الأمریکی الأسبق بیل کلینتون فی تجنید وتدریب المرتزقة على الأعمال العسکریة بهدف تدمیر البوسنة من خلال تحویلها إلى قاعدة مسلحة. مضیفاً: فی نواح کثیرة کانت البوسنة وکوسوفو «1998-1999» بمنزلة «بروفات» لزعزعة الاستقرار فی منطقة الشرق الأوسط وخاصة فی العراق ولیبیا وسوریة والیمن.
وقال الکاتب: وفیما یتعلق بسوریة أطلقت الولایات المتحدة الأمریکیة برنامجاً لتجنید الإرهابیین تحت مسمى «جهادیین» وفقاً لمصادر الاستخبارات الإسرائیلیة، وذلک قبل عام 2011 بالتعاون مع حلف شمال الأطلسی والقیادة الترکیة العلیا وتحت رعایتهما.
وأضاف: یکشف تقریر لجنة الحزب الجمهوری کیف استطاعت الإدارة الأمریکیة فی عهد کلینتون، وبمبارکة من مجلس الأمن القومی برئاسة أنتونی لیک، تحویل البوسنة إلى «قاعدة للمتشددین» تسعى إلى توظیف آلاف الإرهابیین تحت تسمیة «المجاهدین» من العالم الإسلامی ضمن ما یسمى «الشبکة الإسلامیة المسلحة».
ربما الأمر الوحید الذی کان یقلق الولایات المتحدة یتمثل فی کیفیة الحفاظ على سلامة موظفیها الذین یخدمون فی البوسنة، ولاسیّما أن کلینتون لا نیة لدیه بدخول الکونغرس بأید نظیفة بعد أن ثبت تورطه بتورید أسلحة للمتطرفین فی سراییفو، وقد وافق کلینتون شخصیاً على تلک السیاسة فی نیسان 1994 بناء على طلب من الـ«سی.آی.إیه» وذلک وفقاً لصحیفة «لوس أنجلوس تایمز» التی أکدت أن الإدارات الأمریکیة لعبت دوراً محوریاً ومهماً بتنامی الإرهاب فی البوسنة.
وجاء فی المقال: إن إدارة کلینتون کانت متورطة فی عملیات تسلیح الجماعات الإرهابیة وکانت تشرف آنذاک على خط نقل الأسلحة إلى الشبکات التکفیریة، کما یؤکد تقریر لجنة الحزب الجمهوری نقلاً عن وثائق رسمیة أن إدارة کلینتون متواطئة مع العدید من المنظمات بما فی ذلک تنظیم «القاعدة» الإرهابی التکفیری.
لا شک فی أن کلاً من الدیمقراطیین والجمهوریین وافقا على عدم کشف السر فی تمویل الإدارات الأمریکیة للمجموعات الإرهابیة وذلک بعلم کل من وزارة الدفاع الأمریکیة ووکالة الاستخبارات المرکزیة، حیث کان دعم کلینتون للمنظمات الإرهابیة فی البوسنة وکوسوفو استمراراً للتوظیف ولأجندة مسبقة برعایة وکالة الاستخبارات المرکزیة التی بدأت تنفیذ عملیاتها فی جمیع أنحاء العالم فی عام 1980 وفی أفغانستان بشکل خاص، ویقول الکاتب: الیوم باراک أوباما یتابع مسیرة سلفه، حیث دعمت إدارته العملیات السریة لـ«داعش» الإرهابی فی کل من سوریة والعراق، تماماً مثلما فعلت إدارة کلینتون عندما دعمت تنظیم «القاعدة» الإرهابی فی البوسنة وکوسوفو، وهذا ما یشیر إلى أن الاستخبارات المرکزیة الأمریکیة ووزارة الخارجیة بدلاً من البیت الأبیض هما من یحدد الهدف الرئیسی للسیاسات الخارجیة الأمریکیة والذی یتمثل بدعم وتمویل التنظیمات والمجموعات الإرهابیة بهدف زعزعة استقرار الدول ذات السیادة.
تشرین