کیف یدعم حلفاء الولایات المتحدة ف سوریا | ||
کیف یدعم حلفاء الولایات المتحدة ف سوریا دانیال لازار "السر القذر" وراء استراتیجیة إدارة أوباما "لتغییر النظام" فی سوریة یرقى إلى مستوى الأمر الواقع بالتحالف مع "جبهة النصرة" – فرع تنظیم القاعدة- الذی یحصل على المساعدات المباشرة وغیر المباشرة من المملکة العربیة السعودیة وترکیا وإسرائیل. عندما أعلنت الولایات المتحدة وترکیا فی 23 یولیو/تموز انها تضافر الجهود من أجل إقامة "منطقة آمنة" فی شمال سوریا، احد لم یعرف ما تعنیه. البیت الأبیض ینفی أن الصفقة تتطلب إرسال قوات لفرض منطقة حظر جوی او ارسال طائرات للقیام بدوریات جویة. وقال جوشروجین فی بلومبرجإن کل شیء کان خاطئا: "فی الواقع، لیس هناک خطة للحفاظ على منطقة "آمنة". وقالروجین: "کشف ثلاثة من کبار المسؤولین فی الادارة على اطلاع بمضمون القرار، انه لا توجد خطط "لفرض منطقة آمنة، او منطقة حظر جوی، او منطقة عازلة إنسانیة، أو أی منطقة محمیة من أی نوع". نحن نعرف الآن ان الغرض من فرض منطقة حظر جوی، هو إعطاء مطلق الحریة للمسؤولین بإعطاء قرار قصف الأکراد. البرهان هو فی مقال نشرته صحیفة نیویورک تایمز فی 1 أغسطس ذکرت فیه أن وحدة المتمردین التی دربتها الولایات المتحدة، والمعروفة باسم الفرقة 30، والتی کانت قد أرسلت إلى سوریا لمحاربة "داعش" تعرضت "لهجوم مکثف یوم الجمعة من الفصیل المتشددة... جبهة النصرة، التابع لتنظیم القاعدة ". هذا لیس خبر فی حد ذاته منذ کانت الفصائل المتمردة فی المعارضة السوریة لا تعد ولا تحصى، وکل واحد متشدد أکثر من الاخر، وهی تقاتل باستمرار بعضها البعض من أجل السیطرة على الأسلحة، والأراضی والموارد والموظفین. وفی التایمز ذکر آن برنارد وإریک شمیت: "ان العسکریین الأمیرکیین ... لم یتوقعوا هجوما من جبهة النصرة، بل کانوا یتوقعون ترحیب جبهة النصرة بالفرقة 30 کحلیف فی حربها ضد داعش، ولم یکن من المفترض أن یحدث مثل هذا "بحسب مسؤول أمیرکی کبیر. وبعبارة أخرى، توقع مسؤولون فی وزارة الدفاع من جبهة النصرة اعتبار الفرقة 30 کحلیف او صدیق وکانت فی حیرة من امرها لمعرفة سبب قیامها بذلک، "لیس لدیها خطط معروفة لمحاربة جبهة النصرة". "وینظر العدید من المسلحین فی سوریا الى جبهة النصرة على انها أفضل من الدولة الإسلامیة، وأنها تتعاون أحیانا مع جماعات اقل تطرفا ضد کل من الدولة الإسلامیة وقوات الحکومة السوریة ". ووفقا "للاندبندنت"، فان قائد الفرقة 30 -واحد من المتدربین الذین القی القبض علیهم- التقى مع زعیم جبهة النصرة قبل عشرة أیام للتوصل إلى هدنة". "ونقل عن النصرة قولهم انه اذا اطلقت رصاصة واحدة فی وجههم، فسوف یهاجموننا، لکن الفرقة 30 أکدت لهم أن ذلک لن یحصل وان هدفهم محاربة داعش". ولکن على الرغم من ان الفرقة 30 حاولت ابرام الصفقة، الا ان جبهة النصرة تقوم الان بضرب هؤلاء المتدربین على ید الولایات المتحدة وتعرضهم للشمس الحارقة وتتهمهم بالتحالف مع الصلیبیین. وعندما أعلنت صحیفة نیویورک تایمز عن الخطة الأمیرکیة-الترکیة "قالت ان الخطة بین البلدین تدعو الى انشاء منطقة خالیة من داعش یسیطر علیها المتمردون السوریون المعتدلون نسبیا"، وقد بات واضحا الآن ان "المعتدلین" هم: جبهة النصرة. فالمنطقة لن تکون آمنة للقوات التی دربتها الولایات المتحدة، والتی یبلغ عددهم فقط حوالی 60 مقاتلا، لکنها ستکون کذلک لفرع تنظیم القاعدة. فریق واحد مع تنظیم القاعدة الولایات المتحدة تتعامل مع تنظیم القاعدة کفریق واحد - کیف یکون ذلک؟ على الرغم من أن الصحافة لا ترغب فی التحدث بالموضوع، الا ان الواقع والتاریخ سیذکر ان الولایات المتحدة لم تمد یدها للقوى الأصولیة الأکثر خطورة. الفکرة تعود للرئیس دوایت ایزنهاور الذی کما لاحظ إیان جونسون فی کتابه، مسجدفی میونیخ (هوتون میفلین هارکورت، 2010)، فانه کان دائما حریصا على "التأکید على" الحرب المقدسة فی محادثاته مع قادة المسلمین وفقا للمذکرات الداخلیة فی البیت الأبیض، وعندما علم أن الجهاد قد یکون موجها ضد إسرائیل، أجاب أن السعودیین قد أکدوا له أنهم لن یستخدموا القوة الا ضد السوفیات. وفی الآونة الأخیرة، اختار الرئیس جیمی کارتر ومستشار الأمن القومی زبیغنیو بریجنسکی وضع مبدأ ایزنهاور للاختبار عن طریق توجیه الأموال والأسلحة إلى المجاهدین الأفغان الذین یقاتلون الحکومة المدعومة من الاتحاد السوفیتی فی کابول. الجهد الذی بذل فی النهایة - فی عهد الرئیس رونالد ریغان - تحول إلى 20 ملیار دولار زائد عملیة مشترکة بین السعودیین ووکالة الاستخبارات المرکزیة، ساهمت بلا شک فی انهیار الاتحاد السوفیاتی، ما کان یعتبر الاولویة القصوى لبریجنسکی. ولکن العملیة ادت الى تدمیر المجتمع الأفغانی، وتمهید الطریق امام طالبان –التابع لتنظیم القاعدة- للاستیلاء على افغانستان فی العام 1996، وبطبیعة الحال، أدى ذک مباشرة إلى تدمیر مرکز التجارة العالمی فی مانهاتن السفلى. وعلى الرغم من ذلک استمرت الولایات المتحدة فی الحفاظ على علاقات وثیقة مع المملکة العربیة السعودیة، وذلک وفقا لزکریا موسوی، او ما یسمى ب "خاطف العشرین." ولکن بحلول العام 2007، کما یقول سیمور هیرش فی مجلة نیویورکر، کان السعودیون قد نجحوا فی إقناع إدارة بوش بالترکیز على محاربة القوات الشیعیة. وهذا یعنی لیس فقط تخفیف الضغط على تنظیم القاعدة، ولکن التعاون مع الجماعات السنیة المتشددة من أجل مواصلة المعرکة ضد حزب الله والقوات الشیعیة الاخرى. وقد تعاظمت الامور أکثر فأکثر منذ "الربیع العربی" وبالأخص فی الموضوع السوری، حلفاء واشنطن السنة تجاهلوا تقاریر تفید بأن جماعة "الإخوان المسلمین" المتطرفة السنیة هی المسیطرة على الاحتجاجات وهی معادیة للشیعة وللمسیحیة. وعند "إعادة التوجیه" قامت الولایات المتحدة بإرسال الاموال والمساعدات للمتمردین السنة واعتمدت على جماعة الإخوان المسلمین لتحدید أی من المجموعات تستحق التمویل والتدریب. ومن أجل کبح جماح الشیعة، ألقت الولایات المتحدة بثقلها لدعم المجموعات السنیة التی انشأتها المملکة العربیة السعودیة وبرنامجها فی الحرب الطائفیة الدامیة. وقال نائب الرئیس جو بایدن فی کلیة هارفارد کینیدی فی أکتوبر الماضی: "کانت المملکة العربیة السعودیة ودول مجلس التعاون الخلیجی مصممین على اسقاط الرئیس السوری بشار الأسد فی حرب طائفیة مدمرة، ولکن ماذا فعلوا؟ انفقوا مئات الملایین من الدولارات، وعشرات الآلاف من الأطنان من الأسلحة العسکریة إلى أی شخص سیقاتل ضد الأسد ومن الجماعات التی حصلت على المال والسلاح: "جبهة النصرة وتنظیم القاعدة والعناصر المتطرفة من الجهادیین القادمین من أجزاء أخرى من العالم. " وفی أغسطس 2012، لاحظت وکالة الاستخبارات المرکزیة ان تنظیم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمین، والسلفیین کانوا "القوى الرئیسیة الدافعة للتمرد فی سوریا". بینما کانت القوى الغربیة، ودول الخلیج، والأتراک هم من دفعوا بقوة نحو الانتفاضة، القاعدة تسعى لاستخدام التمرد من اجل توحید السنة فی الجهاد ضد الشیعة، وإقامة "إمارة سلفیة معلنة أو غیر معلنة فی شرق سوریا"، وفی النهایة "هذا هو بالضبط ما تریده القوى الداعمة، من أجل عزل النظام السوری، الذی یعتبر العمق الاستراتیجی للتوسع الشیعی (العراق وإیران). على الرغم من أن العواقب ستکون کارثیة على المسیحیین والدروز فی سوریا والأقلیات العلویة والشیعة، الا ان الولایات المتحدة منعت الصحف الرئیسیة والهامة من نشر الحقائق ودفعتهم للتستر على الموضوع. اتفاق عدم الاعتداء میثاق عدم الاعتداء الذی تم التوصل الیه بین وزارة الدفاع وجبهة النصرة هو أحدث خطوة فی هذه الاستراتیجیة. فی حین تزعم إدارة أوباما أنها تقاتل داعش، یبدو ان موقفها تجاه المجموعات المتشددة أکثر غموضا. دقت الولایات المتحدة فقط ناقوس الخطر عندما غزتداعش العراق فی یونیو 2014، وعندما بدأت تهدد الحکومة المدعومة من الولایات المتحدة فی بغداد. قبل ذلک، کانت الولایات المتحدة تجلس لمشاهدة تقدمداعشضد البعثیین فی دمشق. ترکیا تزعم ایضا أنها تعارض داعش على الرغم من أنها سمحتلهم باستخدام حدودها 550 میل مع سوریا وفتحت الطریق السریع للجهادیین من جمیع أنحاء العالم. بعدما قصفتداعشالتجمع المؤید للأکراد فی بلدة سروج الحدودیة، ما أسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة أکثر من مائة، تعهد الرئیس الترکی رجب طیب اردوغان باتخاذ موقف متشدد، ولکن بدلا من قصف داعش، قصفت ترکیا أهدافا للأکراد ولحزب العمال الکردستانیشمال العراق وجنوب شرق ترکیا، على الرغم من أن حزب العمال الکردستانی، جنبا إلى جنب مع فرعه السوری تکاتفا لمکافحة ارهاب داعش. وکما لاحظت رویترز فان "الاعتداءات الترکیة على حزب العمال الکردستانی حتى الان هی أثقل بکثیر من ضرباتها ضد الدولة الإسلامیة مما أثار الشکوک بأن جدول أعمالها الحقیقی هو ضرب الطموحات السیاسیة والإقلیمیة الکردیة." فی الواقع، قد یکون جدول أعمال أردوغان حتى اکثر تعقیدا من ذلک فمنذ ضرب حزب العمال الکردستانی وهو یعمل على تقویض الحزب الدیمقراطی المؤید للأکراد. وعلاوة على ذلک، ترکیا وحلفاء الولایات المتحدة الآخرین فی المنطقة تعملان على مهاجمة داعش بفعالیة اکثر وبطرق غیر مباشرة وتعتقد ترکیا ان أفضل طریقة لهزیمةداعش هی بفوزها على الأکراد. وبالمثل، المملکة العربیة السعودیة تدعی أن أفضل طریقة لهزیمةداعشهی عن طریق إسقاط الأسد، وهذا ما یغذی نمو داعش. اسرائیل ایضا تدعی انها تسعى لرؤیة داعش فی الحضیض، إلا أنها کلما تدخلت فی الحرب الأهلیة السوریة، قامت بقصف قوات الأسد وحلفائهم الشیعة، بما فی ذلک حزب الله فی لبنان والمستشارین العسکریین الإیرانیین. لذلک، یدعی الجمیع بانه یرید هزیمة داعش، ولکن قنابل الجمیع موجهة بالتحدید نحو القوى التی تعمل لوقف خطر داعش، فإن جدول أعمال معظم الدول معقد، الإدارة الأمریکیة تعتقد بأن هزیمةداعشهی الهدف الأعلى، انما الأولویة هی لإسقاط الأسد. وقالت التایمز: ان "تدریب الفرقة 30 لمکافحةداعش فی کثیر من الأحیان کان بهدف مقاتلة حلفاء وقوات الأمن السوریة. والاطاحة کانت الهدف الأصلی للثورة السوریة، قبل قیام الدولة الإسلامیة والجناحات الإسلامیین الأکثر تطرفا ". ما هی الأولویة؟ بناء على التطورات الأخیرة، قد یتساءل المرء: هل هدف إسقاط الأسد حل محله هدف اسمى هو هزیمة داعش أم على العکس من ذلک؟ ففی الوقت نفسه، سیاسة الولایات المتحدة تهدف الى قصفداعش فی ای مکان إلا عندما تکون فی معرکة مع القوات الحکومیة السوریة، وعند هذه النقطة سیاسة الولایات المتحدة تتأجل. وأوضح آن برنارد: "تحت منطق ان ای ضربة جویة ضد متشددی الدولة الإسلامیة فی تدمر وما حولها قد تعود بالنفع على قوات الرئیس بشار الأسد، ترکز الولایات المتحدة ضرباتها الجویة فی سوریا إلى حد کبیر على مناطق بعیدة أی خارج سیطرة الحکومة، لتجنب التصور بمساعدة الرئیس الاسد". واشنطن أیضا فی حالة حرب مع جبهة النصرة ففی أوائل شهر یولیو، على سبیل المثال، شنت الطائرات الامیرکیة غارة جویة على جبهة النصرة ادت الى مقتل سبعة أعضاء فی محافظة إدلب فی شمال سوریا. ولکن المحافظین الجدد فی أمیرکا یرفضون مثل هذه الضربات لأنها تفید بشکل غیر مباشر قوات الأسد. فی الواقع، کل لاعب فی الشرق الأوسط مشغول بلعبته الخاصة، ویعمل على جانب السیاج، وهذا هو السببفی بقاءداعش والقاعدة بشکل جید. وکما اشار کارلشارو فان: "أوباما هو استراتیجی مخضرم. ترکز خطته على دعم الفصائل الکردیة کما أنه یدعم أیضا ترکیا التی تهاجم الآن الأکراد، ویدعم المملکة العربیة السعودیة فی حربها فی الیمن التی تزعج إیران حلیف الولایات المتحدة فی مکافحةداعشفی العراق، یضغط على حلفاء الاسد لإضعافه فی سوریا بینما یهدئ لتوقیع اتفاق نووی مع ایران، ویمتص غضب حلیفه الاستراتیجی فی الشرق الاوسط إسرائیل من خلال ارسال شحنات من الأسلحة المتطورة. هذا مضحک للغایة والعواقب تکون بوفاة 220000 انسان فی سوریا، ونزوح ملایین آخرین، بالإضافة إلى تدمیر واسع النطاق للیمن حیث الغارات الجویة السعودیة تدمر بشکل مأساوی. غلوبال ریسیرتش ترجمة: وکالة اخبار الشرق الجدید-نادیا حمدان
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,096 |
||