الوهابیة، حرکة فاشیة دینیة یجب تجریمها | ||
الوهابیة، حرکة فاشیة دینیة یجب تجریمها مقالة :عبد الخالق حسین
یوماً بعد یوم یتضح أکثر فأکثر للعالم، مَنْ هو وراء الإرهاب الذی سمی بالإرهاب الإسلامی المتطرف. إنه الفکر الوهابی السعودی التکفیری الذی هو امتداد لتعالیم ابن تیمیة، ومحمد بن عبدالوهاب، التعالیم التی تبیح قتل کل من یخالفها، فجذور الارهاب فی العقیدة الوهابیة(1). ومنذ العهد العثمانی قام الوهابیون بغزوات وغارات لمناطق عراقیة، مثل سوق الشیوخ، وکربلاء والنجف، وسرقوا، ونهبوا وسلبوا وقتلوا الألوف وأباحوا الحرمات باسم الله والإسلام.
وبعد أن استغنت المملکة السعودیة بالثروات النفطیة الهائلة حد التخمة، خصصت مبالغ طائلة لنشر التطرف الوهابی التکفیری فی مختلف أنحاء العالم، وخاصة فی باکستان، وأفغانستان، والسعودیة ومصر، وغیرها من البلدان العربیة والإسلامیة، حیث فتحت عشرات الألوف من المدارس الدینیة، والألوف من المساجد وعشرات المعاهد، وحتى فی عواصم الدول الغربیة، وفرضت علیها مشایخ وتعالیم الوهابیة. ومن تعالیم محمد ابن عبدالوهاب تجهیل المجتمع، فمن أقواله: (الفکر والکفر سیان لأنهما من نفس الحروف)، لیسهل على مشایخ الوهابیة أن یتلاعبوا بعقول الناس وخاصة الشبیبة، وتعرضیهم لغسیل الدماغ، وتحویلهم إلى قنابل بشریة. وهذا ما یجری.وربما هو صحیح فی قوله هذا لأن کل من یفکر بعقل سلیم لا بد وأن یکفر بالعقیدة الوهابیة المتلبسة بلباس الدین.
واستطاعت السعودیة بأموالها الهائلة، واستثماراتها فی الغرب والشرق، وخاصة فی أمریکا وأوربا، أن تشتری سکوت حکومات العالم، و جمعیات حقوق الإنسان عن جرائمها ضد الإنسانیة وهی معروفة. ولیس مستغرباً، ولا عن طریق الصدفة أن 15 من 19 إرهابیاً من منفذی جریمة 11 سبتمبر 2001 کانوا سعودیین. وکذلک، وکما صرح دیفید بیترایوس قائد قوات التحالف فی العراق سابقاً أن 50% من الإرهابیین، و100% من الانتحاریین فی العراق کانون من السعودیة. کما وأفادت الأنباء أن الذی قام بتفجیر مسجد الصادق فی الکویت یوم الجمعة 26/6/2015 کان سعودیاً. کذلک هناک تقریر یفید أن هناک خمسة آلاف سعودی یقاتلون فی صفوف الدولة الإسلامیة (داعش) فی سوریا، وأن المملکة خائفة الآن من عودتهم إلى بلادهم السعودیة حیث لا یعرفون أی شغل آخر سوى القتل، فسینقلب السحر على الساحر السعودی کما حصل عند عودة عرب الأفغان فی التسعینات إلى بلدانهم. والجدیر بالذکر أن جمیع الإرهابیین هم وهابیون إما من العائلة أو تحولوا بتأثیر الأئمة الوهابیة.
کذلک کتب السفیر الأمریکی الأسبق فی کوستاریکا، کورتین وینزر، دراسة أکادیمیة بعنوان: (السعودیة والوهابیة وانتشار الفاشیة الدینیة)(2)، بین فیها فاشیة الفکر السعودی الوهابی وطالب بمقاضاتها، و کتبتُ أنا مقالاً قبل أشهر بعنوان:(السعودیة دولة إرهابیة یجب مقاضاتها)(3 و4)، وکتب آخرون نفس المضمون وطالبوا الحکومات ومنظمة الأمم المتحدة مقاضاة السعودیة باعتبارها مسؤولة عن نشر التطرف الدینی التکفیری، وتمویل الإرهاب، ولکن لا من یسمع.
کما واستطاعت السعودیة بأموالها الهائلة أن تشتری ذمم وسکوت حتى الجامعات الغربیة العریقة عن طریق التبرعات السخیة لها، وفتح أقسام باسم الدراسات الإسلامیة، ولکنها تبغی من وراء ذلک نشر الفکر الوهابی وإسکات نقادها. واستطاعت السعودیة أن تسکت حتى الأمم المتحدة عن جرائمها، فتبرعت فی العام الماضی بـمائة ملیون دولار لقسم مکافحة الإرهاب فی الأمم المتحدة لذر الرماد فی العیون، فی الوقت الذی صرفت نحو مائة ملیار دولار لنشر الفکر الوهابی التکفیری فی العالم خلال الثلاثین سنة الماضیة حسب بعض الدراسات. ومع کل هذه الجرائم والحکومات الغربیة، وبالأخص أمریکا وبریطانیا وفرنسا، بقیت ساکتة تغض النظر عن دور المملکة العربیة السعودیة فی نشر الإرهاب والتطرف الدینی بما تغدق علیهم بالمال إلى أن وصل الإرهاب الوهابی إلى عواصم هذه الدول مثل أحداث 11 سبتمبر فی أمریکا، و تفجیرات قطارات أنفاق لندن، ومحطة قطارات مدرید، وفی أوائل هذا العام فی باریس مجزرة صحیفة تشارلی هبدو وسوبر مارکت الیهودی. وأخیراً ولیس آخراً، وقوع الإرهاب فی ثلاث قارات فی یوم واحد (الجمعة 26/6/2015)، تفجیر انتحاری فی مسجد الصادق وقتل 27 وجرح أکثر من مائتین من المصلین الشیعة فی الکویت، وقتل نحو أربعین من السواح فی سوسة/ تونس، 22 منهم من بریطانیا، وجرح أکثر من مائتین، و قطع رأس مدیر معمل غاز فی لیون/فرنسا بمنتهى الوحشیة. وهذا یعنی أن سکوت الغرب عن جرائم المملکة السعودیة الوهابیة هو الذی ساعد على وصول الحرائق إلى بلدانهم.
نستنتج من کل ما تقدم أن الحرکة الوهابیة فاشیة دینیة ضد الإنسانیة، لا تقل خطورة عن الحرکات العنصریة مثل الفاشیة والنازیة والبعثیة الممنوعة دولیاً، وربما أخطر منها، لأن الفاشیة الدینیة تمنح الإرهابیین قوة عقیدة وإیماناً إلى حد المنافسة بالانتحار من أجل الوصول السریع إلى الجنة والفوز بحور العین والولدان المخلدین...الخ. فإلى متى تسکت الحکومات والأمم المتحدة عن هذه الجرائم، ألا تکفی مئات الألوف من الضحایا؟ وهل یریدون وقوع أعداد أخرى مضاعفة من الأبریاء لإیقاف الجانی السعودی والقطری وغیرهما من ممولی الإرهاب ورعایته؟
لذلک، فالمطلوب من الحکومات ومنظمات المجتمع المدنی، وبالأخص منظمات حقوق الإنسان، مطالبة الأمم المتحدة بإدراج الوهابیة کحرکة فاشیة دینیة معادیة للإنسانیة، وشمولها ضمن الحرکات العنصریة المحرمة دولیاً، یمنع منعاً باتاً نشر تعالیمها التکفیریة، والمطالبة بمقاضاة الحکومة السعودیة والحکومة القطریة وکل حکومة ساهمت فی دعم الإرهاب، وتقدیم رؤساء هذه الحکومات إلى محکمة الجنایات الدولیة کمجرمین بحق الإنسانیة. وإلزامها بدفع تعویضات لجمیع الدول التی تضررت بالإرهاب مثل العراق وسوریا ولیبیا والیمن، وجمیع ضحایا الإرهاب فی العالم، تماماً کما ألزموا صدام حسین بدفع تعویضات عن جرائم غزو الکویت، و معمر والقذافی عن جرائم إسقاط طائرة لوکربی. وتجفیف جمیع منابع الإرهاب الفکریة والمالیة، وإرغام الحکومات الإسلامیة وخاصة السعودیة والقطریة بتطهیر المناهج الدراسیة من جمیع النصوص الدینیة التی تدعو إلى العنف وکراهیة الآخر.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,293 |
||