مکافحة ظاهرةالتکفیر.. کلمة السرلإنجاح الوحدةالاسلامیة | ||
مکافحة ظاهرةالتکفیر.. کلمة السرلإنجاح الوحدةالاسلامیة
واجهت المشاریع والطروحات والأفکار التی تقدم بها علماء الأمة ومفکروها على مدى العقود السابقة لتحقیق الوحدة بین اتباع مختلف المذاهب الاسلامیة ، عقبة کأداء حالت دون أن ترى هذه المشاریع النور ، تمثلت بظاهرة التکفیر التی لم تولى الاهتمام المطلوب حینها ، حتى استفحلت وطغت على المشهد الاسلامی برمته ، وأخذ المسلمون یدفعون بسببها أثمانا باهظة من أرواحهم وأمنهم واستقرار بلدانهم ومجتمعاتهم. للحق والانصاف نقول لقد إنبرى نحو أکثر من نصف قرن أو أکثر بعض علماء الأمة لمهمة التحذیر من مخاطر ظاهرة التکفیر والاقصاء ورفض الأخر ، على الأمة وشعوبها ، الا أنه للأسف الشدید لم تاخذ هذه التحذیرات من قبل السواد الأعظم من علماء الأمة بالاهتمام أو الجدیة التی کانت تستحقها ، حتى وقعنا الیوم فی ما کان یحذر منه علماء الامة الافذاذ حینها. ومن أجل أن نکون أکثر صراحة فی بیان الحقائق ، وهی صراحة تجنبها أغلب علماء الأمة خلال العقود الماضیة لاسباب معروفة ، الأمر الذی ساعد على تغول ظاهرة الإرهاب بهذا الشکل المخیف الیوم ، سنشیر بالاسم إلى الأم الشرعیة والثریة التی خرج من رحمها التکفیر وتناسل بهذا الشکل الرهیب بفضل رعایتها واغداقها علیه ، الا وهی "الوهابیة". للأسف لم یجرؤ أحد قبل هذا الوقت أن یذکر الوهابیة بهذا الشکل الصریح خوفا من سطوة وجبروت المال والاعلام السعودی ، الا أنه وبعد انتشار ظاهرة التکفیر بهذا الشکل المرعب فی المجتمعات الاسلامیة وغیر الاسلامیة ، واخذت تفتک بالمسلمین حتى اصبحوا طرائق قدادا، وزرعت الحقد والضغینة فی نفوسهم ودیارهم ، وسلطت الاعداء على مقدراتهم ، وحولت المسلمین ، فی نظر الاخرین ، الى وحوش متعطشة للدماء لا تعرف سوى القتل والذبح والتفجیر والتمثیل بالجثث واکل اللحم البشری ، الى ان تمادى السفهاء فی الغرب على الاساءة الى النبی (ص) والى القران والى الاسلام ، عندها فقط تجرأ الکثیرون الیوم على الاشارة بالاسم والرسم الى الوهابیة بانها اس واساس الفظائع التی تحصل فی المجتمعات الاسلامیة ، وعلى علماء الامة ان یرکنوا الخوف جانبا وان یعملوا بمسؤولیاتهم الشرعیة والاخلاقیة ، بفضح هذا المذهب الذی ظهر بالتزامن مع ظهور الصهیونیة الى الوجود ، کحدی مقص ، لیقطعا اوصال المجتمعات الاسلامیة ، کما یفعلان الیوم ، وهی مهمة انیطت بهذا الثنائی ، ولن تقوم للمسلمین قائمة ، الا فی محاصرتهما وتحذیر المسلمین من الوقوع فی فخهما. علینا ان نجهر وبصوت عال ان الوهابیة التی ولدت ظاهرت التکفیر ، هی العقبة الکأداء امام المسلمین نحو الوحدة والتقدم والانطلاق ، وهذه حقیقة لم تغب حتى عن اصدقاء الوهابیة فی الغرب ، وهذه صحیفة لوموند الفرنسیة وفی عددها الصادر یوم الجمعة 17 کانون الثانی /ینایر اتهمت ، کما نقلت عنها صحیفة القدس العربی ، اتهمت السعودیة بمحاولة السیطرة على الربیع العربی بسبب ثقلها الدینی ومواردها المالیة، وذلک تفادیا لدمقرطة العالم العربی، ففی عنوان کبیر وفی الصفحة الأولى نشرت الصحیفة مقالا تحت عنوان "العربیة السعودیة تخنق الثورات العربیة" ، مشیرة الى تمویل السعودیة للمعارضة فی سوریا لیس حبا فی تدعیم الدیمقراطیة ، وتورطها فی تمویل المخططات ضد الثورات العربیة، حیث یبقى العنوان البارز هو دورها فی الحرب الأهلیة السوریة التی أخذت أبعادا مقلقة. اذا کان الغرب وهم حلفاء السعودیة اخذوا یدقون ناقوس الخطر لدور الوهابیة فی وأد تطلعات الشعوب وزرع الفتن فی البلدان المختلفة ، فمن باب اولى ان ینبری علماء الامة ، لا سیما فی هذه الایام التی تمرعلینا ذکرى مولد النبی (ص) واسبوع الوحدة ، لهذه المهمة وان یعلنوا دون مواربة، ان الوهابیة الام الشرعیة لظاهرة التکفیر ، وهی سبب تشتت المسلمین ، وذهاب ریحهم وسقوط مجتمعاتهم فی الفوضى والاضطرابات ، خدمة للجهات التی زرعت الصهیونیة والوهابیة فی قلب العالم الاسلامی ، والتاکید على هذه الحقیقة عبر مختلف القنوات والمنابر العلمیة والاعلامیة ، عسى ان نصل الى الیوم الذی نعبد فیه طریق الوحدة بین المسلمین بعد اقتلاع هذا الورم السرطانی الذی ضرب جسدنا فی غفلة من الزمن.
بقلم : سامح مظهر المصدر : شفقنا | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,174 |
||