لافروف: واشنطن ترفض مهاجمة مواقع «داعش»! | ||
لافروف: واشنطن ترفض مهاجمة مواقع «داعش»! کشف وزیر الخارجیة الروسی سیرغی لافروف، أمس، أن الولایات المتحدة تمنع دولاً مشارکة فی التحالف الدولی من استهداف مواقع لتنظیم «الدولة الإسلامیة فی العراق والشام»-»داعش» فی سوریا، على الرغم من تحدید هذه المواقع بدقة، مکرراً دعوته إلى إشراک القوات السوریة فی محاربة التنظیم. وقال لافروف إن القوة العسکریة الأکثر فاعلیة على الأرض فی سوریا هی القوات الحکومیة، واصفاً الحدیث عن عدم إشراکها فی الحرب على تنظیم «داعش» بـ «الهراء». وأعرب لافروف عن تعجبه من حدیث الغرب عن ترحیبه بإسهامات روسیا، أو أی دولة أخرى فی الحرب ضد «داعش» إذا لم تعزز هذه الإسهامات موقف الرئیس السوری بشار الأسد. وقال «هل یرید الجمیع أن تعلن روسیا أنها ستقصف الإرهابیین فی سوریا من دون إذن من رئیس هذه الدولة؟». وتساءل «لماذا هذه اللعبة فی اختراع مشروع عدم الاعتراف بشرعیة النظام؟». وأشار لافروف، فی تصریح للقناة الأولى الروسیة، إلى ازدواجیة معاییر دول تشارک فی التحالف الدولی، الذی تقوده الولایات المتحدة، ضد «داعش»، مثل أسترالیا وبریطانیا وفرنسا، إذ نفذت ضربات جویة ضد «داعش» فی العراق بعد أخذ الموافقة من بغداد فی حین أنها لم تفعل ذلک فی الحالة السوریة. وقال لافروف إن «الغرب یعترف بشرعیة الأسد عندما یکون ذلک فی مصلحته، فحین طفت مسألة تدمیر الأسلحة الکیمیائیة السوریة اعترف بالشرعیة التامة للأسد وبانضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الکیمیائیة، ورحب بذلک من خلال قرارات مجلس الأمن الدولی. وبعد مرور عام على ذلک لم یعد الأسد شرعیاً، لأن تهدید المواد والأسلحة الکیمیائیة زال»، مؤکداً أن «هذا التصرف لن یأتی بالنتیجة التی یعول علیها الجمیع، لأن الحرب على الإرهاب تصبح أکثر فاعلیة عندما تکون منسقة وغیر متحیزة ومن دون معاییر مزدوجة وإعادة ترتیب للأولویات». وأشار لافروف إلى أن «جمیع الشرکاء الغربیین، ومن دون استثناء، یقولون إنهم یدرکون جیداً ما هو الخطر الحقیقی فی الشرق الأوسط وشمال أفریقیا، مقرین بأن هذا الخطر لیس نظام بشار الأسد بل داعش». وقال «ما دام الجمیع یعترف بذلک، علماً أن بعضهم یهمس به وغیر قادر على الإفصاح به علناً، إذاً یجب أن تکون هذه الحقیقة عملیاً على أرض الواقع». وقال إن «الغرب ینصت جیداً للمقترحات الروسیة، لکن التحیز لإسقاط النظام فی سوریا، والذی أعلن عنه منذ سنوات، لا یسمح له الآن بتغییر موقفه هذا خوفاً من فقدان ماء وجهه». وأشار إلى أن «العدید من السیاسیین فی الغرب ینظرون إلى الناخبین، وکیف سیفهم الناخبون هذا الإجراء أو ذاک. إن السیاسیین حصروا أنفسهم فی زاویة ضیقة عندما قالوا: لا مکان لبشار الأسد فی مستقبل سوریا، نحن لن نجلس معه إلى طاولة واحدة ولن یجمعنا معه أی شیء مشترک». وکرر لافروف أن روسیا ستواصل الإمدادات العسکریة إلى سوریا. وقال «کانت هناک إمدادات عسکریة وهی مستمرة وستتواصل. یرافقها حتماً اختصاصیون روس یساعدون فی ترکیب العتاد وتدریب السوریین على کیفیة استخدام هذه الأسلحة». وأعلن لافروف أن موسکو تملک معلومات حول معرفة الولایات المتحدة بمواقع «داعش»، لکنها لا تعطی الأوامر بقصفها. وقال «شرکاؤنا الأمیرکیون منذ البدایة لم ینظموا التحالف بعنایة فائقة، أو أنهم یملکون أهدافاً أخرى غیر المعلن عنها. فقد تم إنشاء التحالف بشکل عفوی للغایة، وتم خلال أیام الإعلان عن البلدان التی ستنضم إلیه وبدأت أعمال القصف». وأضاف «عندما تحلل عملیات القوات الجویة للتحالف فإنه یخلق انطباعاً غریباً، وتنتابک أفکار بأن هناک غرضاً خفیاً فی مهام التحالف، غیر المعلن عنه». وتابع «أتمنى ألا أخیِّب أمل أحد عندما أقول إن بعض زملائنا فی الائتلاف یؤکدون أنهم یملکون أحیاناً معلومات دقیقة حول مواقع داعش، بینما ترفض الولایات المتحدة، التی تقود التحالف، الموافقة على قصف تلک المواقع. لا أرید أن أقدم أی استنتاجات، فلا أحد یعلم ما هی أفکار وتقدیرات قیادة التحالف». وأعلن أن الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین، الذی سیتوجه إلى نیویورک للمشارکة فی الجمعیة العامة للأمم المتحدة نهایة أیلول الحالی، یعتزم إلقاء کلمة أمام الجمعیة بشأن سوریا والصراع فی أوکرانیا ووضع الاقتصاد العالمی والعقوبات ضد روسیا. وکان المتحدث باسم الکرملین دیمتری بیسکوف شدد على انه «لا بدیل» عن النظام السوری فی الحرب على «داعش»، رافضاً انتقادات الرئیس الأمیرکی باراک أوباما للإستراتیجیة الروسیة فی سوریا. وقال إن الانتقادات الأمیرکیة «لیست جدیدة على الإطلاق، وروسیا سبق أن سمعتها». وأضاف «لسوء الحظ فإن أحداً حتى الآن لم یتمکن من أن یشرح بطریقة مفهومة ما یمکن أن یکون علیه البدیل عن الحکومة السوریة الشرعیة لضمان الأمن فی البلاد ومواجهة تقدم تنظیم الدولة الإسلامیة وضمان وحدة البلاد». وشدد بیسکوف على أن موقف موسکو نابع من «اعتبارنا أن فرض أی قرار على الشعب السوری غیر مقبول وخطیر». إلى ذلک، ذکر «المرصد السوری لحقوق الإنسان»، فی بیان، أن روسیا تقوم ببناء مدرج قرب مطار عسکری فی محافظة اللاذقیة، مشیراً إلى تواجد مئات المستشارین العسکریین والفنیین الروس. وأوضح أن «القوات الروسیة تعمل على إقامة مدرج طویل فی منطقة مطار حمیمیم، بریف مدینة جبلة فی محافظة اللاذقیة». وقال مدیر «المرصد» رامی عبد الرحمن، لوکالة «فرانس برس»، إن «السلطات الروسیة تعمل على توسعة مطار الحمیدیة، الذی عادة ما یستخدم من اجل رش الأراضی بالمبیدات الحشریة للمزروعات» وهو یقع جنوب محافظة طرطوس. («روسیا الیوم»، «سبوتنیک»، ا ف ب، رویترز، ا ب)
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,050 |
||