المفلسون أخلاقیاً، وحوش منفلته. | ||
المفلسون أخلاقیاً، وحوش منفلته.
عاصم الجابری المحرک الذی دعى الشاب المنعوت بالصادق الامین، محمد بن عبد الله فی مکة، أن یعتکف فی غار حراء، لیتأمل حال قومه قریش، الذین انحدر بهم الحال الى منازل الجریمة والرذیلة، هو الاخلاق والقیم الانسانیة العلیا التی کان یتحلى بها، وفی الغار أدرک بعد تأمل طویل، أن حل مشاکل البشر على الارض یکمن فی الاخلاق! ووجد أنه لا یمکن أنسنة الانسان وتطهیر روحه من الوحشیة إلا بالأخلاق، ومن هنا صرخ صرخته المدویة “انما بعثت لاتمم مکارم الاخلاق”. لو إمتلک البشر الناب والمخلب فی غیاب الاخلاق، سیکون أکثر همجیةً ووحشیةً من الحیوانات المتوحشة المفترسة، وعندما یتسلط على المال والعلم، سیکون وبالاً على الانسان والانسانیة! وهذا ما لمسناه بالتجربة عند الغربیین وعلى رأسهم الامریکان، ومن یدور فی فلکهم من الصهاینة ومشایخ النفط فی شبه الجزیرة العربیة، وخاصة آل سعود. عندما امتلک الامریکان ناصیة العلم والمال فی غیاب الاخلاق، اتجهوا نحو الشر بصناعة الاسلحة ذات الدمار الشامل، وخاصة النوویة، والبایولوجیة، والکیماویة، وأستخدموها فی أغلب حروبهم، وخاصة مع مالکی الارض الامریکیة الاصلیین “الهنود الحمر” لابادتهم، وفی الیابان وفیتنام، وأفغانستان، والعراق، وغیرها من الدول المقهورة. کما أنهم احتلوا أعدادا کبیرة من البلدان، وخلقوا الکیان الغاصب العنصری “إسرائیل” فی أرض فلسطین العربیة، ودعموه بالمال والسلاح لتهدید أمن ووجود “الامتین” الاسلامیة والعربیة، ووقفوا خلف آل سعود فی کل جرائمهم، منذ تأسیس مملکتهم “السعودیة” وإلى یومنا هذا، وآخرها تشجیعهم على وأد الثورة الیمنیة التی تنادی بالاستقلال، ورفض هیمنة المستکبرین الامریکان والصهاینة وقبیلة آل سعود على الشعب الیمنی، بشن “عاصفة الجُرم” وقصفهم من الجو بواسطة الطائرات الامریکیة الحدیثة، بالقنابل المحرمة دولیاً العنقودیة، وذات القوة التدمیریة المفرطة، التی تقتل أکبر عدد من المدنیین، وتدمر منازلهم وبناهم التحتیة! آل سعود یمتلکون الناب والمخلب، المتمثل فی نفوسهم الشریرة، والمتوحشة البعیدة کل البعد عن الاخلاق والمبادىء السامیة، والتی لا وازع لدیها فی إرتکاب أبشع المحرمات والخیانات والغدر، وعندها تسلطوا على المال العربی والاسلامی المتمثل بعوائد الحج والنفط، وکذلک تسلطهم على مقدسات العالم الاسلامی فی الحجاز “مکة والمدینة” مما جعلهم بسهولة یقودون جزء کبیر من العالم الاسلامی “السنی” قوت شأفتهم واستغلوها فی نشر الفکر الظلامی الوهابی المتطرف، وقسموا الامة الى طوائف متحاربة بتکفیرهم غالبیة المسلمین، أحناف، مالکیة أشعریة، شیعة، أباضیة، صوفیة، زیدیة، اسماعیلیة الخ، کل الطوائف ما عدا الحنابلة! کما أنهم أخذوا یتحالفون مع الشیاطین فی الارض، وقدموا لهم ما یحلمون به من الاموال والنفط، کما سمحوا لهم بإقامة القواعد العسکریة فی أرض نجد والحجاز، کل هذا من أجل حمایة عروشهم، هذا واقع ولیس من هوى نفسی، وکل متتبع لتاریخ هذه القبیلة سیجد ما قلته لا یبتعد عن الصواب. هؤلاء القوم أتوا من بیئة صحراویة قاسیة، مجتمعها ذکوری بالمطلق، غلاظ الطبع، ویعتبرون التسامح والبشاشة والإببتسامة نوع من الضعف، بل من الجبن! یحترمون القوة، ولا یعیرون أی إهتمام للفضیلة، ولذلک یستخدمون أسماء الحیوانات المفترسة وکل المعانی التی تدل على القوة، مثل: نمر، فهد، صقر، خالد، سلطان، سطام، ترکی، فیصل، حسام، أو الاسماء التی تدل على الحظ، مثل سعد، سعود، او الاسماء التی تدل على الارتباط بالله یستخدمونها کقناع یعبر عن التقوى من أجل السلطة، مثل: عبد العزیز، عبد الرحمن وهکذا، أما أسماء نساءهم، یستخدمون أسماء لهن من وحی غرائزهم التی تعکس الجمال أو المعادن النفیسة، مثل فضة، جوهرة، فلوة، شعیع، فهدة، شیخة، العنود، سلطانة، صیتة، وهکذا، والغریب لم أجد نفر منهم سُمی بأحد أسماء أهل بیت النبوة من بنی هاشم، سادة قریش وأنبل العرب، الذین حملوا لواء الفضیلة، مثل علی، حسن، حسین، جعفر، حمزة، فاطمة الزهراء، زیبنب، سکینة، خدیجة، علیهم السلام أجمعین، بینما تجد الکثیر منهم سُمی بأسماء بنی أمیة، على سبیل المثال لا الحصر یزید! تیوس السعودیة معروف تاریخهم، الذی یتسم بالهمجیة والوحشیة، بحثت فی تاریخهم علّی أجد واحد منهم أشعل شمعةً لتطرد شیء من الظلام المخیم على شبه الجزیرة العربیة، ولم أجد الا الذین یطفئون ای بصیص نور وهّجه غیرهم! ساهموا بزرع الکیان الغاصب على أرض فلسطین، وساهموا بالقضاء على حرکة الضباط الاحرار بقیادة المرحوم جمال عبد الناصر، صنعوا عصابة القاعدة الارهابیة لمقاتلة السوفیت، خدمةً لاسیادهم الامریکان، شارکوا مشارکة فعالة وخاصة بالمال فی الحرب الظالمة التی شنها طاغیة العراق على إیران “قادسیة صدام” المشؤومة، ثم أتوا بجیوش الشیاطین وعلى رأسهم أمریکا لاحتلال العراق وتدمیر حضارته ونسیجه الاجتماعی وبناه التحتیة، ثم أرسلوا له الارهابیین والانتحاریین لیفتکوا بالشعب العراقی ونشر الطائفیة فیه، من سقوط الطاغیة المقبور عام 2003 والى یومنا هذا لم تتوقف العملیات الانتحاریة المدعومة بالانتحاریین والاموال من قبل السعودیة وقطر. أنا لا استغرب ذلک، لأن فاقد الشیء لا یعطیه، لکن الذی یدهشنی أن من أوصلهم الى السلطة، ووقف الى جانبهم على مدى جلّ تاریخهم هم الانجلیز الخبثاء “بریطانیا وأمریکا”, أمریکا الیوم تتفاخر أمام الشعوب أنها رفعت مشعل الحریة ورایة حقوق الانسان، ونصبت تمثالاً فی عاصمتها نیویورک یطاول أعنان السماء بعلوه، وفی نفس الوقت تجهز قبیلة آل سعود الفاقدة للاخلاق والقیم الانسانیة، بأحدث الاسلحة والاعتدة ذات الدمار الشامل، وهم یعلمون علم الیقین أن هؤلاء القوم لا وازع لدیهم فی إقتراف أبشع الجرائم! إن من یمزق أجساد الاطفال والشیوخ والنساء فی صعدة وبقیة مناطق الیمن، هی الطائرات والقنابل الامریکیة، ومن ینفذ هذه الجرائم هم بدو الصحراء شاربی بول البعیر، الهمج الرعاع آل سعود. هذه الهمجیة والقتل الوحشی لابناء الیمن، سیبذر الکره فی نفوسهم ونفوس کل أحرار العالم، لا یمکن إزالته بکل أموال آل سعود، وسیکون وبالا علیهم الى أن یختفوا تماما من الارض. قبلهم فعلها طاغیة العراق فی قادسیته المشؤمة بقتل الایرانیین المدنیین وتهدیم بیوتهم على رؤوسهم بصواریخ سکود والطائرات السوفیتیة العملاقة القاذفة للقنابل، وکان یتبجح بهذا الاجرام المخزی، کما یتبجح الیوم آل سعود بقتلهم الیمنیین العزل، وأنتهى الى حفرة الذل والمهانة التی أخرجوه منها کالجرذ اسیاده الامریکان وداسوا ببسطالهم على رأسه العفن، هذه نتیجة حتمیة لکل ظالم معتدی، ولا بد ستکون نتیجة هؤلاء التیوس من آل سعود، کنتیجة سلفهم الطاغیة صدام. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,575 |
||