الجماعات التکفیریة والقضیة الفلسطینیة | ||
الجماعات التکفیریة والقضیة الفلسطینیة
د. راغدة محمد المصری ا.م. کلیة الآداب والعلوم الانسانیة (لبنان) رئیسة جمعیة نساء من اجل القدس.
یعانی العالم الإسلامی من انقسامات فکریة حادة، اشدها خطراـ تیارات عقدیة مغالیة تکفر من یتعارض معها، و لا یدین بالولاء لفکرها، تمارس الإرهاب والتطهیر الدینی والمذهبی، تنشر الفساد تهتک الاعراض تدمر المقدسات، تزرع الفتنة بین الشعوب بصراعات داخلیة إثنیة دینیة ومذهبیة مرتکزة على التمییز العنصری ، و تتعارض هذه الممارسات الارهابیة مع مبادئ القرآن الذی یقر التعارف بین الشعوب، وقبائلها، وقومیاتها، وأممها ویجعل التقوى اساس التفاضل والتمایز "وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ"الحجرات: 13 ولدراسة هذه الظاهرة التکفیریة التی تحاول الانتشار والتفشی داخل الامة، متنقلة من بلد إلى اخر ودراسة اثرها لا بد من التعرف على العوامل التی ادت إلى ظهور الحرکات التکفیریة وتقاطعها مع المشروع الصهیونی فی الأسلوب والأهداف. الاستعمار والتدخل الأجنبی. زرعت الحرکات التکفیریة الظلامیة بذارها الأولى فی العصر الحدیث، مع محاولات الاستعمار البریطانی احتواء حرکات التحرر الهندیة ثم المصریة، وهو ما ذکره روبرت درایفوس فی کتابه “لعبة الشیطان: کیف أطلقت الولایات المتحدة الإسلام الأصولی” الصادر عام 2006. منذ أوائل القرن الماضی انطلقت حرکات التحرر الوطنی المسلحة إسلامیة فی الوطن العربی تزعمتها قیاداتٌ صوفیة، من عبد الکریم الخطابی إلى عمر المختار إلى عز الدین القسام،ثم جاء الإخوان والسلفیة . وقد ساعد فی ذلک غزو المنطقة بمشاریع استعماریة ابرزها : • زرع الصهیونیة ککیان غریب فی قلب الأمة الاسلامیة لتفتیتها وعدم وحدتها. • هیمنة الدول الکبرى على بعض الأنظمة، وتبنیها سیاسات معادیة لقیام أنظمة إسلامیة فی المنطقة. فجاء دعمها للأنظمة للوقوف بوجه الشعوب وإرادتهم. • الاعتراف المتبادل بین أنظمة الحکم بشرعیة الحدود القطریة والحواجز الإقلیمیة. واعتبار أی عمل عربی مشترک لا یتم إلا من خلال الأطر القطریة والمؤسسات الحکومیة الرسمیة • تتالت الهزائم والنکبات وبدأ التلاعب بالقضایا المصیریة للأمة والتآمر علیها ، لتشتیت قوى النضال ا وهزیمة المفاهیم من مطالب الجماهیر بالوحدة والتحرر کشرط أساسی لاستکمال مقومات القوة العسکریة القادرة على تحریر الأرض الفلسطینیة بعد عجز الجیوش العربیة والجهود الفردیة فکان الإحساس العمیق بالمرارة والخیبة بعد نکبة 1948 ، ونکسة حزیران 1967 .. • تزامن فشل الوحدة المصریة السوریة مع استکمال بناء معظم مقومات وأجهزة الدولة القطریة, أمنیا ومخابراتیا وقیامها بقمع أی تحرک فکری أو ثقافی مناوىء لها, وإضعاف محاولات التغییر العسکریة والشعبیة.
• جزء الصراع مع الصهاینة إلى مراحل, واعتبر إزالة آثار عدوان1967 من أولویات تلک المرحلة. عندها استقطبت المقاومة الفلسطینیة زمام قیادة العمل التحرری العربی. وتراجعت دور الدول العربیة"التقدمیة"وتزاید دور الدول العربیة"التقلیدیة".وطرحت فکرة الدولة الفلسطینیة الضفة الغربیة وغزة کحل مرحلی للقضیة الفلسطینیة. وتبلور شعار الإقلیمیة کفلسفة سیاسیة وظهرت الطائفة کفلسفة اجتماعیة وسیاسة وتراجعت الحرکات الوحدویة والتحرریة بوجه عام.
• التقت المصالح الإسرائیلیة مع المصالح الأمریکیة, وسعت أمریکا إلى إیجاد قاعدة حربیة قویة عسکریة تخدم مصالحها. وأخذت بالعمل لترکیز اهتمام الرأی العالمی على قضیة الشرق الأوسط. . • جاءت اتفاقیة"کمب دایفید"انطلاقاً من هذه المعطیات، کحلقة من مسلسل التنازلات العربیة المتتابعة تجاه المنطقة، وخطوة على طریق الاعتراف بدولة إسرائیل والقبول بها کقاعدة استعماریة استیطانیة فی قلب الوطن العربی .
• خیبت القیادة المصریة آمال الأمة العربیة فی وساهمت فی تعمیق الخلافات والتناقضات العربی. و جاء حضور الإسلامیین بقوة فی ساحة العمل السیاسی فی مصر, وخرقهم لمؤسسات الدولة والقیام باغتیال أنور السادات على ید "خالد الإسلامبولی".
محور المقاومة والممانعة: کسبت القضیة الفلسطینیة بانتصارالثورة الإسلامیة فی إیران11- 2- 1979، حلیفاً کان له الدور البارز فی رسم ملامح الفترة القادمة من الصراع. وخرج الاهتمام بالقضیة الفلسطینیة من الإطار العربی إلى دائرة الإسلام الواسعة. مما أحدث انقلابا سیاسیا غیّر المعادلات الدولیة، والتوازنات الإستراتیجیة فی العالم الذی تحکمه کتلتین شرقیة وغربیة، وجاء بمنافس جدید شکل خطراً على مصالحهما ونفوذهما هدد بانکسار المشروع الصهیونی- الامریکی فی المنطقة. برزت نظریة جدیدة فی الصراع العربی – الاسرائیلی، تمثلت فی الطرح الاسلامی الاصیل، الذی قاد المواجهة الفعلیة مع جیش الاحتلال فی لبنان، وهزیمة مشروعه الصهیونی المعد له بالتوافق مع الادارة الامریکیة لجعل هذا البلد الدولة الثانیة التی توقع معاهدة صلح مع الکیان الصهیونی فی 13 أیار 1982 والذی سرعان ما أسقط من خلال انتفاضة شعبیة انطلقت شرارتها من المسجد بعد ایجاد ترابط عضوی بین انتصار الثورة الاسلامیة الایرانیة و تجربة المقاومة الاسلامیة فی جنوب لبنان وبین انتعاش الحالة الثوریة داخل فلسطین , والتی توجت حرکتها بالانتفاضة للتتشکل حرکات تحرریة جماهیریة. وجاء حصاد الثورة الاسلامیة الایرانیة، وبلغ أوجه عندما دحرت المقاومة الاسلامیة الجیش الصهیونی فی 25 أیار 2000، وأثبتت بطلان مقولة "أن العین لا تقاوم المخرز"، وأن "قوة لبنان فی ضعفه"، حیث أنها استطاعت إعادة البناء النفسی ،بولادة ثقافة مقاومة شعبیة تجلت معالمها فی انتصار تموز 2006 الذی شکل تاریخ فاصل بین ثقافتین، ثقافة الهزیمة وثقافة الانتصار مبشرا ببزوغ فجر جدید للحریة. وعبّر عنه الأمین العام لحزب الله بقوله الشهیر:" ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصار". بعد أن أجهض ولادة الشرق الأوسط الجدید الذی کانت ترعاه کوندالیزا رایس". ولقت ثقافة الانتصار صداها على المستوى العالمی لدى الأحرار والشرفاء ،هذا ظهر من خلال اللقاء العالمی لدعم المقاومة الذی أقیم فی الأونسکو 2006 ، وکان إعلان للعالم أجمع عن ولادة مرحلة جدیدة، لثقافة انتصار ومقاومة. استطاعت المقاومة فی کل من لبنان وفلسطین والعراق إعادة البناء النفسی والمعنوی للشباب المسلم، بولادة ثقافة مقاومة شعبیة، کان لوسائل الإعلام الحرة الدور الأساسی فی نقل الوعی من خلال فضح الوحشیة الاجرامیة، ونقل ثبات وصمود قوة الممانعة والمقاومة فی وجه المحتل. فنقلت لحظة بلحظة المشاهد فکانت الشعوب المسلمة تعیش الحدث وتعنز بالانتصارات فتتغذى فی شریانیها حرکة الوعی کان صمود غزة 2008 حصادا آخر ونموذجا مختلفا للتصدی والصمود فی وجه الغطرسة والهیمنة الصهیونی-أمریکیة عقد مؤتمر دول عدم الانحیاز فی طهران فی 30 آب 2012 بمشارکة 125 . وختم اعماله بتبنی وثیقة طهران بالاجماع.ممل شکل صفعة بالغة الاثر للمشروع الامریکی – الصهیونی.
ویأتی العدوان الاخیر على غزة 2014 لیعزز مرة أخرى ثقافة الانتصار حیث تجلت ابهى صور الصمود والتلاحم والتکاتف والوحدة إذ رفع الجمیع شعارا واحدا، ولا صوت یعلو فوق صوت المعرکة، وبالتالی تتحول غزة إلى عبرة لکل عربی ومسلم، رغم الاختلافات السیاسیة ویصبح الجمیع على قلب رجل واحد فی وقت سعت فیه آلة الدعایة الغربیة فی الوقیعة بین الشعب الفلسطینی محور المقاومة والممانعة ، وقد حاولت آلة الحرب تحویل الالتفاف حول القضیة الفلسطینیة إلى حرب طائفیة عنوانها الصراع السنی الشیعی، ومن ثم تحویله إلى حرب بین جمیع الطوائف، حیث لم تستثن علویین أو أکرادا أو سنة أو شیعة أو مسیحیین . صحوة الشعوب ربیع عربی، ام انتفاضة شعوب، او صحوة تعددت التسمیات الا إن النتیجة واحدة سقوط الانظمة التابعة للاستکبار الامیرکی – الصهیونی وتغییر جذری فی مشروع رسم شرق اوسط جدید مما دفع بامیرکا أن تسعى قدر المستطاع الاستفادة من الاحداث المستجدة بمحاولة منها استلام زمام الامور بمساعدة ادواتها فی المنطقة لضرب قوى المقاومة والممانعة تحت مظلة القوانین الدولیة بطرق ووسائل متعددة منها: • تدخلها فی الشؤون الداخلیة للدول تحت ستار المساعدة الاقتصادیة، أو العسکریة، أو بحجة المحافظة على الأمن والاستقرار الدولیین، أو حمایة الأقلیات الاثنیة، أو الدینیة . • وقوفها بوجه عملیات الکفاح المسلح التی تخوضها حرکات وطنیة • ممارسة العنف لفرض رأی أو نظریة کالاحتلال لغزو الأمریکی لأفغانستان والعراق . أو عدوان تموز 2006 على لبنان بدعوى فرض الدیمقراطیة والحریة،أو نظام حکم معین، أو الانقلاب على حکم أخر، أو السطو على ممتلکات وثروات کاحتلال العراق، أو قیام دولة على أنقاض أخرى کحالة فلسطین، أو استعادة السیادة –من وجهة نظرأصحابها- ان بعض الدول التی شهدت الحراک الشعبی افتقرت إلى التتظیم المؤسسی، والبعض الآخر افتقرت إلى الهدف التغییری أو التحرری مما ترک اثرا سلبیا على القضیة الفلسطینیة لاهتمامه بمشاکله الداخلیة . اما الدول التی لم تشهد التغییر انشغلت بتعزیز امنها وسلطتها ومراقبة ما یجری داخلیا من حراک نُمو وانْتشارِ الفکر التکفیری نشأت العقلیة التکفیریة فی حضن حرکة “الإخوان المسلمین” لتنفیها وتتجاوزها عنها فیما بعد، تماماً کما تجاوزت “داعش” تنظیم “القاعدة” وکانتْ الانظمةَ الاستبدادِیّة راعیةً لنشوء الفکر الاقصائیّ السّلفیّ ووضْعِ الاخوان على الخارطة السّیاسیة. مما ساهم بنُمو وانْتشارِ هؤلاء جمیعاً بالأنظمةِ وأجهزتِها الاستخباریة محلیاً وإقلیمیاً ودَولِیّا.
لمْ یَنْجح الاخوانُ المسلمون طیلةَ أکثرَ من نِصفِ قَرنٍ فی ترسیخ وجودِهم الثقافیّ والسّیاسیّ، کما فَشِلتْ الوهّابیّةُ والسّلفیّةُ فی اسْتِقطاب الشّبابِ العربیّ . راهنت القوى الاستکباریة على الاخوان المسلمین للالتفافِ على الثّورة. لکنّ سقوطَهم جاء سریعاً، واستمرّ تدحرجُ الثوراتِ من بلدٍ إلى بَلد. فإرادة التّغییرِ ما عادَ بالامکان فَصْلُها عن الشّعبِ نفسِه الذی أحسّ بوجودِه للمرّةِ کقوّةٍ قادِرةٍ على فَرْضِ إرادتِها وتحقیقِ سیادتِها. رازِ ملفِّ تدمیر الشعوب ذاتِها!
لم تهدأ الأجهزة الاستخباریة عن البحث فی الأسالیب والطّرُق التی تعید المارد الشّعبیّ الى القمقم. فاذا لم یکن ممکنا فصل الشّعب عن إرادته فی التّحرّر، فلْیکُن القضاء على الشّعب نفسه من أجلِ سحق تلک إرادته. منذ ما یسمى بـ”الربیع العربی” أخذت العلاقة الغربیة مع “السلفیة الجهادیة” مسارات متشابکة فالولایات المتحدة وحلفاؤها الغربیون یدعمون الحرکات التکفیریة فی سوریة، ویقصفونهم فی الیمن وباکستان، ویتخذون منهم ذریعة للتدخل فی مالی وأفریقیا الوسطى، ویدعمونهم ثم یحاربونهم فی لیبیا أو أفغانستان…وعملت شبکات الاستخبارات العالمیة بادارة أشکال الفصائلِ "الجهادیة" وذلک لِنَسفِها من خندقِها بالذّات. وکانت "داعش" آخر ابتکارات تلک الشّبکة.
تشکلت جبهة النصرة التی استقبلت مئات ثم آلاف المتطوعین من مختلف أنحاء العالم. بعد ان تم انشاء جیش الحر لنشر الفوضى فی سوریا فجذبت الشباب المتأثر بالفکر التکفیری بعضهم من أصول أوروبیة مسیحیة،.تمّ تهریب مئات العناصر الجهادیة من سجن ابو غریب فی العراق لیلتحقوا بجبهة النُّصرة ثمّ الانشقاق عنها مع آلاف العناصر الأجنبیة والمحلیة لیتشکل بذلک تنظیم الدولة الاسلامیة فی العراق والشام "داعش". ولما کانت داعش تحتکر الدعم الخارجی بالمال والعتاد والرجال، صار من السّهل، اجتذاب عناصر وکتائب الجیش الحر . وکما فی سوریا کذلک فی العراق سیطر داعش على الموصل وتغلغل ضمن ثورة العشائر العراقیة، مکنته من ضمّ حقول انتاج النفط وخطوط تصدیره، أنضجَ الظروف اللازمة لتدخل أمریکی سیاسی وعسکری فی شبه غیاب لروسیا لانشغالها باوکرانیا. أما حکام السعودیة والخلیج (الفارسی) وترکیا، حلفاء الولایات المتحدة الإقلیمیون، فیجتثون التکفیریین فی بلدانهم، ویستخدمونهم أداة وظیفیة فی العراق وسوریة ولبنان وعموم الوطن العربی.
المشروع الصهیو- امریکی تترجم سیاسة داعش على الأرض، فی خدمة المشروع الصهیو امریکی ،فهو یعمل على توظیف الارهاب فی المنطقة یقتل یذبح یخطف المدنیین یمارس الإرهاب والمجازر ویقاتل الجیوش العربیة لإثارة الذعر والفوضى فی تلک الدول، من أجل تقسیمها لخدمة المشروع الصهیونی والاستفادة من تضخیم هذا الخطر فیتکامل معه فی الأسلوب والأهداف من حرب على سوریا والعراق ولبنان ونشر الفوضى ، یساعده فی ذلک دفع انظمة الرجعیة العربیة وجامعتها فی اجهاض المشروع القومی العربی وتمهید الطریق للمشروع الصهیو امریکی المعادی للأمة العربیة ومستقبلها وضرب محور المقاومة والممانعة الذی یتمسک بالقضیة الفلسطینیة . من نتائج حرب غزة 2014 انها اثبتت أن "اسرائیل" لیست وحدها العدو الأساس للقضیة الفلسطینیة إنما الأعداء کُثر وما "داعش" والتکفیریون إلا جزء من خیوط هذه اللعبةـ وفی تغییرالبوصلة نحو من یفترض أن یکون "العدو الأول للأمة"؟ وإلى من یوجه السلاح؟ أعلن داعش بوضوح خلال العدوان الصهیونی على قطاع غزة، إن لیست أولویاته مقاتلة إسرائیل، بل إقامة دولة الخلافة الإسلامیة وضرب المجتمعات العربیة. فلماذا لا یقاتل إسرائیل؟ لماذا تغاضى عما یجری فی فلسطین؟ وکیف تفسر التنظمیات الإرهابیة سر العلاقة بین "جرحاها" ولجوئهم إلى المستشفیات الإسرائیلیة؟ اختصر وزیر الدفاع الإسرائیلی موشیه علون لموقف إسرائیل من داعش بقوله:"تنظیم داعش یعمل بعیداً ولا یشکل خطراً على مصالحنا" لماذا لا یعتبر داعش خطراً على إسرائیل، فیما تعتبره الولایات المتحدة الأمیرکیة حلیفة إسرائیل الأولى، خطراً داهماً على مصالحها فی المنطقة، وعلى أمنها القومی ؟ اعترفت الادارة الامیرکیة "الدولة الاسلامیة فی العراق والشام" بـ"داعش" ، لتقسیم منطقة الشرق الأوسط . قالت هیلاری کلینتون وزیرة الخارجیة الامیرکیة السابقة فی مذکراتها "خیارات صعبة" : "دخلنا الحرب العراقیة واللیبیة والسوریة وکل شیء کان على ما یرام وجید جدا وفجأه قامت ثورة 30 / 6 - 3 / 7 فی مصر وکل شیء تغیر خلال 72 ساعة" . وأضافت: تم الاتفاق على اعلان الدولة الاسلامیة یوم 2013/7/5 ، وکنا ننتظر الاعلان لکی نعترف نحن واوروبا بها فورا" . و قالت فی مذکراتها : " کنت قد زرت 112 دولة فى العالم.. و تم الاتفاق مع بعض الاصدقاء على الاعتراف بـ"الدولة الاسلامیة" حال اعلانها فورا وفجأة تحطم کل شیء" . وتابعت القول "کل شیء کسر امام اعیننا بدون سابق انذار، شیء مهول حدث!!، فکرنا فى استخدام القوة ولکن مصر لیست سوریا او لیبیا، فجیش مصر قوی للغایة وشعب مصر لن یترک جیشه وحده ابدا". ... "وعندما تحرکنا بعدد من قطع الاسطول الامیرکی ناحیة الاسکندریة تم رصدنا من قبل سرب غواصات حدیثة جدا یطلق علیها ذئاب البحر 21 وهی مجهزة باحدث الاسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات میغ 21 الروسیة القدیمة، ولکن الاغرب ان رادارتنا لم تکتشفها من این اتت واین ذهبت بعد ذلک ، ففضلنا الرجوع مرة اخرى ازداد التفاف الشعب المصری مع جیشه وتحرکت الصین وروسیا رافضین هذا الوضع وتم رجوع قطع الاسطول والى الان لانعرف کیف نتعامل مع مصر وجیشها". وتقول هیلاری " اذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، واذا ترکنا مصر خسرنا شیئا فی غایة الصعوبة، مصر هی قلب العالم العربی والاسلامی ومن خلال سیطرتنا علیها من خلال الاخوان عن طریق مایسمى بـ «الدولة الإسلامیة» وتقسیمها ، کان بعد ذلک التوجه لدول الخلیح الفارسی وکانت اول دولة مهیأة الکویت عن طریق اعواننا هنا , من الاخوان فالسعودیة ثم الامارات والبحرین وعمان وبعد ذلک یعاد تقسیم المنطقة العربیة بالکامل بما تشمله بقیة الدول العربیة ودول المغرب العربی وتصبح السیطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحریة واذا کان هناک بعض الاختلاف بینهم فالوضع یتغیر" الیومَ یُرادُ من الحلفِ الدّولی الذی دعَتْ الیه واشنطن والذی تَتداعى جمیعُ القوى الإقلیمیة والدولیة، محاربة داعش، أنْ یطویَ صفحةَ الانتفاضات والثورات الشعبیة نهائیاً بعد إنجازِ ملفِّ تدمیر الشعوب ذاتِها فالوضع العربی مشرذم ویفقد رؤیة موحدة داعمة من حیث اتخاذ القرارات السیاسیة فی المحافل الدولیة ودعم القضیة الفلسطینیة فی المحافل الدولیة یسبب الحرج لبعض الانظمة العربیة مع الدول الغربیة . إنها عملیة طمس وتزییف وتشویه للحقیقة انها خیانة کبرى بحق القضیة الفلسطینیة وحق المقدسات. وان اشد ما یخشى علیه حالیا هو انعکاسات تدمیر الجماعات التکفیریة للمقدسات على "المسجد الاقصى" وهذا ما یدفع الصهاینة إلى التطاول علیه ویخشى من هدمه فی حین ینشغل العالم بداعش ، و فی وقت اعتادت الامة الاسلامیة على رؤیة مقدساتها تنتهک .
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,335 |
||